الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8253 ) فصل : قال أصحابنا : لا يقبل التعديل إلا من أهل الخبرة الباطنة ، والمعرفة المتقادمة . وهذا مذهب الشافعي ; لخبر عمر الذي قدمناه ، ولأن عادة الناس إظهار الصالحات وإسرار المعاصي ، فإذا لم يكن ذا خبرة باطنة ، فربما اغتر بحسن ظاهره ، وهو فاسق في الباطن .

                                                                                                                                            وهذا يحتمل أن يريدوا به أن الحاكم إذا علم أن المعدل لا خبرة له ، لم تقبل شهادته بالتعديل ، كما فعل عمر رضي الله عنه ويحتمل أنهم أرادوا أنه لا تجوز للمعدل الشهادة بالعدالة ، إلا أن تكون له خبرة باطنة . فأما الحاكم إذا شهد عنده العدل بالتعديل ، ولا يعرف حقيقة الحال ، فله أن يقبل الشهادة من غير كشف ، وإن استكشف الحال ، كما فعل عمر رضي الله عنه فلا بأس .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية