الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8275 ) فصل : وإذا تقدم إليه خصمان ، فإن شاء قال : من المدعي منكما ؟ لأنهما حضرا لذلك ، وإن شاء سكت ، ويقول القائم على رأسه : من المدعي منكما ؟ إن سكتا جميعا . ولا يقول الحاكم ولا صاحبه لأحدهما : تكلم . لأن في إفراده بذلك تفضيلا له ، وتركا للإنصاف .

                                                                                                                                            قال عمر بن قيس : شهدت شريحا إذا جلس إليه الخصمان ، ورجل قائم على رأسه يقول : أيكما المدعي فليتكلم ؟ وإن ذهب الآخر يشغب ، غمزه حتى يفرغ المدعي ، ثم يقول : تكلم . فإن بدأ أحدهما ، فادعى ، فقال خصمه : أنا المدعي . لم يلتفت الحاكم إليه ، وقال : أجب عن دعواه ، ثم ادع بعد ما شئت .

                                                                                                                                            فإن ادعيا معا ، فقياس المذهب أن يقرع بينهما . وهو قياس قول الشافعي ; لأن أحدهما ليس بأولى من الآخر ، وقد تعذر الجمع بينهما ، فيقرع بينهما ، كالمرأتين إذا زفتا في ليلة واحدة . واستحسن ابن المنذر أن يسمع منهما جميعا . وقيل : يرجأ أمرهما حتى يتبين المدعي منهما .

                                                                                                                                            وما ذكرناه أولى ; لأنه لا يمكن الجمع بين الحكم في القضيتين معا ، وإرجاء أمرهما إضرار بهما ، وفيما ذكرنا دفع الضرر بحسب الإمكان ، وله نظير في مواضع من الشرع ، فكان أولى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية