الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8348 ) مسألة ; قال : ( ومن لزمته الشهادة ، فعليه أن يقوم بها على القريب والبعيد ، لا يسعه التخلف عن إقامتها وهو قادر على ذلك ) وجملته أن أداء الشهادة من فروض الكفايات ، فإن تعينت عليه ، بأن لا يتحملها من يكفي فيها سواه ، لزمه القيام بها . وإن قام بها اثنان غيره ، سقط عنه أداؤها . إذا قبلها الحاكم ، فإن كان تحملها جماعة ، فأداؤها واجب على الكل ، إذا امتنعوا أثموا كلهم كسائر فروض الكفايات . ودليل وجوبها قول الله تعالى : { ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه } . وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما } .

                                                                                                                                            وفي الآية الأخرى : { كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى } . ولأن الشهادة أمانة ، فلزمه أداؤها عند طلبه ، كالوديعة ، ولقوله تعالى : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } . فإن عجز عن إقامتها ، أو تضرر بها ، لم تجب عليه ; لقول الله تعالى : { ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم } .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية