الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كنز

                                                          كنز : الكنز : اسم للمال إذا أحرز في وعاء ولما يحرز فيه ، وقيل : الكنز المال المدفون ، وجمعه كنوز ، كنزه يكنزه كنزا واكتنزه . ويقال : كنزت البر في الجراب فاكتنز . وفي الحديث : أعطيت الكنزين : الأحمر والأبيض ، قال شمر : قال العلاء بن عمرو الباهلي الكنز الفضة في قوله :


                                                          كأن الهبرقي غدا عليها بماء الكنز ألبسه قراها



                                                          قال : وتسمي العرب كل كثير مجموع يتنافس فيه كنزا . وفي الحديث : ألا أعلمك كنزا من كنوز الجنة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وفي رواية : لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة أي أجرها مدخر لقائلها والمتصف بها كما يدخر الكنز ، وفي التنزيل العزيز : والذين يكنزون الذهب والفضة وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : يذهب كسرى فلا كسرى بعده ، ويذهب قيصر فلا قيصر بعده ، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل [ ص: 118 ] الله الليث : يقال كنز الإنسان مالا يكنزه . وكنزت السقاء إذا ملأته . ابن عباس في قوله تعالى في الكهف : وكان تحته كنز لهما قال : ما كان ذهبا ولا فضة ولكن كان علما وصحفا . وروي عن علي - كرم الله تعالى وجهه - أنه قال : أربعة آلاف وما دونهما نفقة وما فوقها كنز . وفي الحديث : كل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز ، الكنز في الأصل المال المدفون تحت الأرض فإذا أخرج منه الواجب عليه لم يبق كنزا وإن كان مكنوزا ، وهو حكم شرعي تجوز فيه عن الأصل . وفي حديث أبي ذر - رضي الله عنه : بشر الكنازين برضف من جهنم ؛ هم جمع كناز وهو المبالغ في كنز الذهب والفضة وادخارهما وترك إنفاقهما في أبواب البر . واكتنز الشيء : اجتمع وامتلأ . وكنز الشيء في الوعاء والأرض يكنزه كنزا : غمزه بيده . وشد كنز القربة : ملأها . ويقال للجارية الكثيرة اللحم : كناز ، وكذلك الناقة ؛ وقال :


                                                          حياكة ذات هن كناز



                                                          وناقة كناز ، بالكسر ، أي مكتنزة اللحم . والكناز : الناقة الصلبة اللحم ، والجمع كنوز وكناز ، كالواحد باعتقاد اختلاف الحركتين والألفين ، وجعله بعضهم من باب جنب ، وهذا خطأ لقولهم في التثنية كنازان ، وقد تكنز لحمه واكتنز ، ورجل كنز اللحم ومكتنز اللحم وكنيز اللحم ومكنوزه ، أنشد سيبويه :


                                                          وساقيين مثل زيد وجعل     صقبان ممشوقان مكنوزا العضل



                                                          وفي شعر حميد بن ثور :


                                                          فحمل الهم كنازا جلعدا



                                                          الكناز : المجتمع اللحم القويه ، وكل مكتنز مجتمع ، ويروى كلازا ، بالام ، وقد تقدم . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم : بعثتك تمحو المعازف والكنازات ، هي بالفتح . والكناز والكناز : رفاع التمر ، وقد كنزوا التمر يكنزونه كنزا وكنازا ، فهو كنيز ومكنوز ، والكنيز : التمر يكتنز للشتاء في قواصر وأوعية ، والفعل الاكتناز ، قال : والبحرانيون يقولون جاء زمن الكناز ، إذا كنزوا التمر في الجلال ، وهو أن يلقى جراب أسفل الجلة ، ويكنز بالرجلين حتى يدخل بعضه في بعض ، ثم جراب بعد جراب حتى تمتلئ الجلة مكنوزة ثم تخاط بالشرط . الأموي : أتيتهم عند الكناز والكناز ، يعني حين كنزوا التمر . ابن السكيت : هو الكناز ، بالفتح لا غير ؛ قال : ولم يسمع إلا بالفتح . وقال بعضهم : هو مثل الجداد والجداد والصرام والصرام ، وربما استعمل الكناز في البر ؛ أنشد سيبويه للمتنخل الهذلي :


                                                          لا در دري إن أطعمت نازلكم     قرف الحتي وعندي البر مكنوز !



                                                          وكناز : اسم رجل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية