الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كنع

                                                          كنع : كنع كنوعا وتكنع : تقبض وانضم وتشنج يبسا . والكنع والكناع : قصر اليدين والرجلين من داء على هيئة القطع والتعقف ؛ قال :


                                                          أنحى أبو لقط حزا بشفرته فأصبحت كفه اليمنى بها كنع



                                                          والكنيع : المكسور اليد . ورجل مكنع : مقفع اليد ، وقيل : مقفع الأصابع يابسها متقبضها . وكنع أصابعه : ضربها فيبست . والتكنيع : التقبيض . والتكنع : التقبض . وأسير كانع : ضمه القد ، يقال منه : تكنع الأسير في قده ، قال متمم :


                                                          وعان ثوى في القد حتى تكنعا



                                                          أي تقبض واجتمع . وفي الحديث : أن المشركين يوم أحد لما قربوا من المدينة كنعوا عنها ؛ أي أحجموا عن الدخول فيها وانقبضوا ؛ قال ابن الأثير : كنع يكنع كنوعا إذا جبن وهرب وإذا عدل . وفي حديث أبي بكر : أتت قافلة من الحجاز فلما بلغوا المدينة كنعوا عنها . والكنيع : العادل من طريق إلى غيره . يقال : كنعوا عنا أي عدلوا . واكتنع القوم : اجتمعوا . وتكنعت يداه ورجلاه : تقبضتا من جرح ويبستا . والأكنع والمكنوع : المقطوع اليدين منه ؛ قال :


                                                          تركت لصوص المصر من بين بائس     صليب ، ومكنوع الكراسيع بارك



                                                          والمكنع : الذي قطعت يداه ؛ قال أبو النجم :


                                                          يمشي كمشي الأهدإ المكنع



                                                          وقال رؤبة :


                                                          مكعبر الأنساء أو مكنع



                                                          والأكنع والكنع : الذي تشنجت يده ، والمكنعة : اليد الشلاء . وفي الحديث : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث خالد بن الوليد إلى ذي الخلصة ليهدمها وفيها صنم يعبدونه ، فقال له السادن : لا تفعل فإنها مكنعتك ؛ قال ابن الأثير : أي مقبضة يديك ومشلتهما ، قال أبو عبيد : الكانع الذي تقبضت يده ويبست ، وأراد الكافر بقوله إنها مكنعتك أي تخبل أعضاءك وتيبسها . وفي حديث عمر : أنه قال عن طلحة لما عرض عليه للخلافة : الأكنع ! ألا إن فيه نخوة وكبرا ؛ الأكنع : الأشل ، وقد كانت يده أصيبت يوم أحد لما وقى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشلت . وكنعه بالسيف : أيبس جلده ، وكنع يكنع كنعا وكنوعا : تقبض وتداخل . ورجل كنيع : متقبض ؛ قال جحدر وكان في سجن الحجاج :


                                                          تأوبني فبت لها كنيعا     هموم ما تفارقني ، حواني



                                                          ابن الأعرابي قال : قال أعرابي : لا والذي أكنع به أي أحلف به . وكنع النجم أي مال للغروب . وكنع الموت يكنع كنوعا : دنا وقرب ؛ قال الأحوص :


                                                          يكون حذار الموت والموت كانع



                                                          وقال الشاعر :


                                                          إني إذا الموت كنع



                                                          ويقال منه : تكنع واكتنع فلان مني أي دنا مني . وفي الحديث : أن امرأة جاءت تحمل صبيا به جنون فحبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراحلة ثم اكتنع لها أي دنا منها ، وهو افتعل من الكنوع . والتكنع : التحصن . وكنعت العقاب وأكنعت : جمعت جناحيها للانقضاض وضمتهما ، فهي كانعة جانحة . وكنع المسك بالثوب : لزق به ، قال النابغة :


                                                          بزوراء في أكنافها المسك كانع



                                                          وقيل : أراد تكاثف المسك وتراكبه ، قال الأزهري : ورواه بعضهم كانع ، بالنون ، وقال : معناه اللاصق بها ، قال : ولست أحقه . وأمر أكنع : ناقص ، وأمور كنع ، ومنه قول الأحنف بن قيس : كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أكنع أي أقطع ، وقيل ناقص أبتر . واكتنع الشيء : حضر . والمكتنع : الحاضر . واكتنع الليل إذا حضر ودنا ، قال يزيد بن معاوية :

                                                          [ ص: 120 ]

                                                          آب هذا الليل واكتنعا     وأمر النوم وامتنعا



                                                          واكتنع عليه : عطف . والاكتناع : التعطف . والكنوع : الطمع ؛ قال سنان بن عمرو :


                                                          خميص الحشا يطوي على السغب نفسه     طرود لحوبات النفوس الكوانع



                                                          ورجل كانع : نزل بك بنفسه وأهله طمعا في فضلك . والكانع : الذي تدانى وتصاغر وتقارب بعضه من بعض . وكنع يكنع كنوعا وأكنع : خضع ، وقيل دنا من الذلة ، وقيل سأل . وأكنع الرجل للشيء إذا ذل له وخضع ؛ قال العجاج :


                                                          من نفثه والرفق حتى أكنعا



                                                          أبو عمرو : الكانع السائل الخاضع ؛ وروى بيتا فيه :


                                                          رمى الله في تلك الأكف الكوانع



                                                          ومعناه الدواني للسؤال والطمع ، وقيل : هي اللازقة بالوجه . وكنع الشيء كنعا : لزم ودام . والكنع : اللازم ؛ قال سويد بن أبي كاهل :


                                                          وتخطيت إليها من عدا     بزماع الأمر والهم الكنع



                                                          وتكنع فلان بفلان إذا تضبث به وتعلق . الأصمعي : سمعت أعرابيا يقول في دعائه : يا رب ، أعوذ بك من الخنوع والكنوع ، فسألته عنهما فقال : الخنوع الغدر . والخانع : الذي يضع رأسه للسوأة يأتي أمرا قبيحا ويرجع عاره عليه فيستحيي منه وينكس رأسه . والكنوع : التصاغر عند المسألة ، وقيل : الذل والخضوع . وكنعه : ضربه على رأسه ؛ قال البعيث :


                                                          لكنعته بالسيف أو لجدعته     فما عاش إلا وهو في الناس أكشم



                                                          وكنع الرجل إذا صرع على حنكه . والكنع : ما بقي قرب الجبل من الماء ، وما بالدار كنيع أي أحد ؛ عن ثعلب ، والمعروف كتيع . ويقال : بضعه وكنعه وكوعه بمعنى واحد . وكنعان بن سام بن نوح : إليه ينسب الكنعانيون ، وكانوا أمة يتكلمون بلغة تضارع العربية . والكنعناة : عفل المرأة ؛ وأنشد :


                                                          فجيأها النساء فحان منها     كنعناة ورادعة رذوم



                                                          قال : الكنعناة العفل ، والرادعة استها ، والرذوم الضروط ، وجيأها النساء أي خطنها . يقال : جيأت القربة إذا خطتها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية