الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 204 ] مسألة ; قال : ( وتجوز شهادة المستخفي ، إذا كان عدلا ) المستخفي : هو الذي يخفي نفسه عن المشهود عليه ; ليسمع إقراره ، ولا يعلم به ، مثل من يجحد الحق علانية ، ويقر به سرا ، فيختبئ شاهدان في موضع لا يعلم بهما ، ليسمعا إقراره به ، ثم يشهدا به ، فشهادتهما مقبولة ، على الرواية الصحيحة . وبهذا قال عمرو بن حريث . وقال : كذلك يفعل بالخائن والفاجر . وروي مثل ذلك عن شريح . وهو قول الشافعي .

                                                                                                                                            وروي عن أحمد رواية أخرى ، لا تسمع شهادته ، وهو اختيار أبي بكر ، وابن أبي موسى . وروي ذلك عن شريح ، والشعبي ; لأن الله تعالى قال : { ولا تجسسوا } . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من حدث بحديث ثم التفت ، فهي أمانة } . يعني أنه لا يجوز لسامعه ذكره عنه ; لالتفاته وحذره .

                                                                                                                                            وقال مالك : إن كان المشهود عليه ضعيفا ينخدع ، لم يقبلا عليه ، وإن لم يكن كذلك ، قبلت . ولنا ، أنهما شهدا بما سمعاه يقينا ، فقبلت شهادتهما ، كما لو علم بها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية