الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كوم

                                                          كوم : الكوم : العظم في كل شيء ، وقد غلب على السنام ، سنام أكوم : عظيم ; أنشد ابن الأعرابي :


                                                          وعجز خلف السنام الأكوم وبعير أكوم

                                                          ، والجمع كوم ; قال الشاعر :


                                                          رقاب كالمواجن خاظيات     وأستاه على الأكوار كوم

                                                          والكوم : القطعة من الإبل . وناقة كوماء : عظيمة السنام طويلته . والكوم : عظم في السنام . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في نعم الصدقة ناقة كوماء ، وهي الضخمة السنام ، أي مشرفة السنام عاليته ; ومنه الحديث : فيأتي منه بناقتين كوماوين ، قلب الهمزة في التثنية واوا . وجبل أكوم : مرتفع ; قال ذو الرمة :


                                                          وما زال فوق الأكوم الفرد واقفا     عليهن ، حتى فارق الأرض نورها

                                                          ومنه الحديث : أن قوما من الموحدين يحبسون يوم القيامة على الكوم إلى أن يهذبوا ; هي بالفتح المواضع المشرفة ، واحدتها كومة ، ويهذبوا أي ينقوا من المآثم ، ومنه الحديث : يجيء يوم القيامة على كوم فوق الناس ; ومنه حديث الحث على الصدقة : حتى رأيت كومين من طعام وثياب . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : أنه أتي بالمال فكوم كومة من ذهب وكومة من فضة وقال : يا حمراء احمري ، ويا بيضاء ابيضي ، غري غيري ! هذا جناي وخياره فيه ، إذ كل جان يده إلى فيه ، أي جمع من كل واحد منهما صبرة ورفعها وعلاها ، وبعضهم يضم الكاف ، وقيل : هو بالضم اسم لما كوم ، وبالفتح اسم الفعلة الواحدة . والكوم : الفرج الكبير . وكامها كوما : نكحها ، وقيل : الكوم يكون للإنسان والفرس . ويقال للفرس في السفاد : كام يكوم كوما ، يقال : كام الفرس أنثاه يكومها كوما إذا نزا عليها . وفي الحديث : أفضل الصدقة رباط في سبيل الله لا يمنع كومه ; الكوم ، بالفتح : الضراب ، وأصل الكوم من الارتفاع والعلو ، وكذلك كل ذي حافر من بغل أو حمار . الأصمعي : يقال للحمار باكها وللفرس كامها ، وقال ابن الأعرابي : كام الحمار أيضا . وامرأة مكامة : منكوحة ، على غير قياس ، وقد استعمله بعضهم في العقربان . يقال : كام كوما ; قال إياس بن الأرت :


                                                          كأن مرعى أمكم ، إذ غدت     عقربة يكومها عقربان

                                                          يكومها : ينكحها . وكوم الشيء : جمعه ورفعه . وكوم المتاع : ألقى بعضه فوق بعض . وقد كوم الرجل ثيابه في ثوب واحد إذا جمعها فيه . يقال : كومت كومة ، بالضم ، إذا جمعت قطعة من تراب ورفعت رأسها ، وهو في الكلام بمنزلة قولك صبرة من طعام . والكومة : الصبرة من الطعام وغيره . ابن شميل : الكومة تراب مجتمع طوله في السماء ذراعان وثلث ويكون من الحجارة والرمل ، والجمع الكوم . والأكومان : ما تحت الثندوتين . والكيمياء معروف مثل السيمياء . وفي الحديث ذكر كوم علقام ، وفي رواية : كوم علقماء ، هو بضم الكاف ، موضع بأسفل ديار مصر ، صانها الله تعالى . وكومة : اسم امرأة . التهذيب : هنا الاكتيام القعود على أطراف الأصابع ، تقول : اكتمت له وتطاللت له ، ورأيته مكتاما على أطراف أصابع رجليه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية