الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لبث

                                                          لبث : اللبث واللباث : المكث . قال الله تعالى : لابثين فيها أحقابا ; الفراء : الناس يقرؤون لابثين ، وروي عن علقمة أنه قرأ لبثين ، قال : وأجود الوجهين لابثين ، لأن لابثين إذا كانت في موضع . . . فتنصب كانت بالألف ، مثل الطامع والباخل . قال : واللبث البطيء ، وهو جائز كما يقال : طامع وطمع ، بمعنى واحد . ولو قلت : هو طمع فيما قبلك كان جائزا . قال أبو منصور : يقال لبث لبثا ولبثا ولباثا ، كل ذلك جائز . وتلبث تلبثا ، فهو متلبث . قال الجوهري : مصدر لبث لبثا على غير قياس ، لأن المصدر من فعل ، بالكسر ، قياسه التحريك إذا لم يتعد مثل تعب تعبا ; قال : وقد جاء في الشعر على القياس قال جرير :


                                                          وقد أكون على الحاجات ذا لبث وأحوذيا إذا انضم الذعاليب

                                                          فهو لابث ولبث أيضا . ابن سيده : لبث بالمكان يلبث لبثا ولبثا ولبثانا ولباثة ولبيثة ، وألبثته أنا ، ولبثته تلبيثا ، وتلبث : أقام ; وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          غرك مني شعثي ولبثي     ولمم حولك مثل الحربث

                                                          معناه : أنه شيخ كبير ، فأخبر أنه إذا مشى لم يلحق من ضعفه ، فهو يتلبث ، وشبه لمم الشبان في سوادها بالحربث ، وهو نبت أسود سهلي . وألبثه هو ; قال :


                                                          لن يلبث الجارين أن يتفرقا     ليل ، يكر عليهم ، ونهار

                                                          قال أبو حنيفة : الجبهة تسقط ، وقد دفئت الأرض ، فإذا حاذتها فإن الدفء والري لا يلبثا أن يرعيا ، هكذا حكاه يلبثا ، كقولك يكرما ; قال : ولا أدري لم جزمه . ولي على هذا الأمر لبثة أي توقف . وشيء لبيث : لابث . وقالوا : نجيث لبيث ، إتباع . وما لبث أن فعل كذا وكذا . وفي التنزيل العزيز : فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ; وفي الحديث : فاستلبث الوحي ، وهو استفعل ، من اللبث الإبطاء والتأخر ; يقال لبث لبثا بسكون الباء ، وقد تفتح قليلا على [ ص: 159 ] القياس ، وقيل : اللبث الاسم واللبث ، بالضم ، المصدر . وقوس لباث : بطيئة ; حكاه أبو حنيفة ، وأنشد :

                                                          يكلفني الحجاج درعا ومغفرا وطرفا كريما رائعا بثلاث وستين سهما صيغة يثربية وقوسا طروح النبل غير لباث وإن المجلس ليجمع لبيثة من الناس إذا كانوا من قبائل شتى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية