الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8471 ) فصل : وإن شهد بالزنى أربعة ، فزكاهم اثنان ، فرجم المشهود عليه ، ثم بان أن الشهود فسقة ، أو عبيد أو بعضهم ، فلا ضمان على الشهود ; لأنهم يزعمون أنهم محقون ، ولم يعلم كذبهم يقينا ، والضمان على المزكيين .

                                                                                                                                            وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي وقال القاضي : الضمان على الحاكم ; لأنه حكم بقتله من غير تحقق شرطه ، ولا ضمان على المزكيين ; لأن شهادتهما شرط ، وليست الموجبة . وقال أبو الخطاب ، في " رءوس المسائل " : الضمان على الشهود الذين شهدوا بالزنى . ولنا ، أن المزكيين شهدوا بالزور شهادة أفضت إلى قتله ، فلزمهما الضمان ، كشهود الزنى إذا رجعوا ، ولا ضمان على الحاكم ; لأنه أمكن إحالة الضمان على الشهود ، فأشبه ما إذا رجعوا عن الشهادة . وقوله : إن شهادتهم شرط .

                                                                                                                                            لا يصح ; لأن من أصلنا أن شهود الإحصان يلزمهم الضمان ، وإن لم يشهدوا بالسبب . وقد نص عليه أحمد وقول أبي الخطاب لا يصح ; لأن شهود الزنى لم يرجعوا ، ولا علم كذبهم ، بخلاف المزكيين ; فإنه تبين كذبهم ، وأنهم شهدوا بالزور . وأما إن تبين فسق المزكيين ، فالضمان على الحاكم ; لأن التفريط منه ، حيث قبل شهادة فاسق من غير تزكية ولا بحث ، فيلزمه الضمان ، كما لو قبل شهادة شهود الزنى من غير تزكية ، ثم تبين فسقهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية