الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 235 ] مسألة ; قال : ( وإذا غير العدل شهادته بحضرة الحاكم ، فزاد فيها أو نقص ، قبلت منه ، ما لم يحكم بشهادته ) وهذا مثل أن يشهد بمائة ، ثم يقول : هي مائة وخمسون . أو يقول : بل هي تسعون . فإنه يقبل منه رجوعه ، ويحكم بما شهد به أخيرا . وبهذا قال أبو حنيفة والثوري وسليمان بن حبيب المحاربي ، وإسحاق . وقال الزهري : لا تقبل شهادته الأولى ولا الآخرة ; لأن كل واحدة منهما ترد الأخرى وتعارضها ، ولأن الأولى مرجوع عنها ، والثانية غير موثوق بها لأنها من مقر بغلطه وخطئه في شهادته ، فلا يؤمن أن يكون في الغلط كالأولى .

                                                                                                                                            وقال مالك : يؤخذ بأقل قوليه ; لأنه أدى الشهادة وهو غير متهم ، فلم يقبل رجوعه عنها ، كما لو اتصل بها الحكم . ولنا ، أن شهادته الآخرة شهادة من عدل غير متهم ، لم يرجع عنها ، فوجب الحكم بها ، كما لو لم يتقدمها ما يخالفها ، ولا تعارضها الأولى ; لأنها قد بطلت برجوعه عنها ، ولا يجوز الحكم بها ; لأنها شرط الحكم ، فيعتبر استمرارها إلى انقضائه . ويفارق رجوعه بعد الحكم ; لأن الحكم قد تم باستمرار شرطه ، فلا ينقض بعد تمامه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية