الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8485 ) مسألة ; قال : ( ومن شهد بشهادة ، يجر إلى نفسه بعضها ، بطلت شهادته في الكل ) وجملته أن من شهد بشهادة له بعضها ; مثل أن يشهد الشريك لشريكه بمال من الشركة ، أو يشهد على زيد بدار له ولعمرو ، فإن شهادته تبطل في الكل . وقال الشافعي : فيها قولان ; أحدهما ، كقولنا . والثاني ، تصح شهادته لغيره ; لأنه أجنبي ، فتصح شهادته له ، كما لو لم يكن له فيها شرك . ويتخرج لنا مثل هذا ; بناء على قولنا في عبد بين ثلاثة ، اشترى نفسه منهم بثلاثمائة درهم ، فادعى أنهم قبضوها منه ، فأنكر أحدهم أن يكون أخذ شيئا ، فأقر له اثنان ، وشهدا على المنكر بالقبض ، فإن شهادتهما تقبل عليه ويشاركهما فيما أخذا من المال .

                                                                                                                                            ولنا ، أنها شهادة رد بعضها للتهمة ، فترد جميعها ، كما لو شهد المضارب لرب المال بمال من المضاربة ، ولو شهد بدين لأبيه وأجنبي ، أو شهد بشهادة ترد في بعض ما شهد به ، بطلت كلها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية