الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8489 ) مسألة ; قال : ( ومن ادعى دعوى ، وقال : لا بينة لي . ثم أتى بعد ذلك ببينة ، لم تقبل ; لأنه مكذب لبينته ) وبهذا قال محمد بن الحسن وقال أبو يوسف وابن المنذر : تقبل . وهو ظاهر مذهب الشافعي ; لأنه يجوز أن ينسى ، أو يكون الشاهدان سمعا منه ، وصاحب الحق لا يعلم ، فلا يثبت بذلك أنه كذب بينته . وقال بعض أصحاب الشافعي : وإن كان الإشهاد أمرا تولاه بنفسه ، لم تسمع بينته ; لأنه أكذبها ، وإن كان وكيله أشهد على المدعى عليه ، أو شهد من غير علمه ، أو من غير أن يشهدهم ، سمعت بينته ; لأنه معذور في نفيه إياها . وهذا القول حسن .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه أكذب بينته ، بإقراره أنه لا يشهد له أحد ، فإذا شهد له إنسان ، كان تكذيبا له ، ويفارق الشاهد إذا قال : لا شهادة عندي . ثم قال : كنت نسيتها . لأن ذلك إقرار لغيره بعد الإنكار ، وها هنا هو مقر لخصمه بعدم البينة ، فلم يقبل رجوعه عنه . والحكم في ما إذا قال : كل بينة لي زور . كالحكم فيما إذا قال : لا بينة لي . على ما ذكرنا من الخلاف فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية