الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لجف

                                                          لجف : اللجف مثل البعثط : وهو سرة الوادي . واللجف : الناحية من الحوض أو البئر يأكله الماء فيصير كالكهف ; قال أبو كبير :


                                                          متبهرات بالسجال ملاؤها يخرجن من لجف لها متلقم

                                                          والجمع ألجاف . واللجف : الحفر في أصل الكناس ، وقيل : في جنب الكناس ونحوه ، والاسم اللجف . والملجف : الذي يحفر في ناحية من البئر . والتلجف : التحفر في نواحي البئر . ولجفت البئر تلجيفا : حفرت في جوانبها . وفيحديث الحجاج : أنه حفر حفيرة فلجفها أي حفر في جوانبها ; قال العجاج يصف ثورا :


                                                          بسلهبين فوق أنف أدلفا     إذا انتحى معتقما أو لجفا

                                                          قوله بسلهبين أي بقرنين طويلين . ويقال : بئر فلان متلجفة ; وأنشد :


                                                          لو أن سلمى وردت ذا ألجاف     لقصرت ذناذن الثوب الضاف

                                                          ابن شميل : ألجاف الركية ما أكل الماء من نواحي أصلها ، وإن لم يأكلها وكانت مستوية الأسفل فليست بلجف . وقال يونس : لجف ، يقال : اللجف ما حفر الماء من أعلى الركية وأسفلها فصار مثل الغار . الجوهري : اللجف حفر في جانب البئر . ولجفت البئر لجفا ، وهي لجفاء وتلجفت ، كلاهما تحفرت وأكلت من أعلاها وأسفلها ، وقد استعير ذلك في الجرح كقول عذار بن درة الطائي :


                                                          يحج مأمومة في قعرها لجف     فاست الطبيب قذاها كالمغاريد

                                                          وحكى الجوهري عن الأصمعي : تلجفت البئر أي انخسفت ; وبئر فلان متلجفة . واللجف : ملجأ السيل وهو محبسه . واللجاف : ما أشرف على الغار من صخر أو غير ذلك نات من الجبل ، وربما جعل ذلك فوق الباب . ابن سيده : اللجفة الغار في الجبل ، والجمع لجفات ، قال : ولا أعلمه كسر . ولجف الشيء : وسعه من جوانبه . والتلجيف : إدخال الذكر في جوانب الفرج ; قال البولاني :


                                                          فاعتكلا وأيما اعتكال     ولجفت بمدسر مختال

                                                          وفي الحديث : أنه ذكر الدجال وفتنته ثم خرج لحاجته ، فانتحب القوم حتى ارتفعت أصواتهم فأخذ بلجفتي الباب ، فقال مهيم ; لجفتا الباب عضادتاه وجانباه من قولهم لجوانب البئر ألجاف جمع لجف ; قال ابن الأثير : ويروى بالباء ، قال : وهو وهم . واللجيف من السهام : العريض ; هكذا رواه أبو عبيد عن الأصمعي باللام ، وإنما المعروف النجيف ، وقد روى اللخيف ، وهو قول السكري ، وسيأتي ذكره . وفي التهذيب : اللجيف من السهام الذي نصله عريض ، شك أبو عبيد في اللجيف . قال الأزهري : وحق له أن يشك فيه لأن الصواب النجيف ، وهو من السهام العريض النصل ، وجمعه نجف ، وسيأتي ذكره . وفي الحديث : كان اسم فرسه - صلى الله عليه وسلم - اللجيف . قال ابن الأثير : كذا رواه بعضهم بالجيم ، فإن صح فهو من السرعة ، ولأن اللجيف سهم عريض النصل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية