الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لجم

                                                          لجم : لجام الدابة : معروف ، وقال سيبويه : هو فارسي معرب ، والجمع ألجمة ولجم ولجم ، وقد ألجم الفرس . وفي الحديث : من سئل عما يعلمه فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ، قال : الممسك عن الكلام ممثل بمن ألجم نفسه بلجام ، والمراد بالعلم ما يلزمه تعليمه ويتعين عليه ، كمن يرى رجلا حديث عهد بالإسلام ولا يحسن الصلاة وقد حضر وقتها فيقول علموني كيف أصلي ، وكمن جاء مستفتيا في حلال أو حرام فإنه يلزم في هذا وأمثاله تعريف الجواب ، ومن منعه استحق الوعيد ، ومنه الحديث : يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام ، يعني في المحشر يوم القيامة . والملجم : موضع اللجام ، وإن لم يقولوا لجمته كأنهم توهموا ذلك ، واستأنفوا هذه الصيغة ; أنشد ثعلب :


                                                          وقد خاض أعدائي من الإثم حومة يغيبون فيها ، أو تنال المحزما

                                                          ولجمة الدابة : موقع اللجام من وجهها . واللجام : حبل أو عصا تدخل في فم الدابة وتلزق إلى قفاه . وجاء وقد لفظ لجامه أي جاء [ ص: 174 ] وهو مجهود من العطش والإعياء ، كما يقال : جاء وقد قرض رباطه . واللجام : ضرب من سمات الإبل يكون من الخدين إلى صفقي العنق ، والجمع كالجمع . يقال : ألجمت الدابة ، والقياس على الآخر ملجوم ، قال : ولم يسمع ، وأحسن منه أن يقال به سمة لجام . وتلجمت المرأة إذا استثفرت لمحيضها . واللجام : ما تشده الحائض . وفي حديث المستحاضة : تلجمي أي شدي لجاما ، وهو شبيه بقوله : استثفري أي اجعلي موضع خروج الدم عصابة تمنع الدم ، تشبيها بوضع اللجام في فم الدابة . ولجمة الوادي : فوهته . واللجمة : العلم من أعلام الأرض . واللجم : الصمد المرتفع . أبو عمرو : اللجمة الجبل المسطح ليس بالضخم . واللجم : دويبة ; قال عدي بن زيد :


                                                          له منخر مثل جحر اللجم

                                                          يصف فرسا ، وقيل : هي دويبة أصغر من العظاية . وقال ابن بري : اللجم دابة أكبر من شحمة الأرض ودون الحرباء ; قال أدهم بن أبي الزعراء :


                                                          لا يهتدي الغراب فيها واللجم

                                                          وقيل : هو الوزغ ; التهذيب : ومنه قول الأخطل :


                                                          ومرت على الألجام ألجام حامر     يثرن قطا لولا سراهن هجدا

                                                          أراد جمع لجمة الوادي ، وهي ناحية منه ; وقال رؤبة :


                                                          إذا ارتمت أصحانه ولجمه

                                                          قال ابن الأعرابي : واحدتها لجمة ، وهي نواحيه . ابن بري : قال ابن خالويه اللجم العاطوس ، وهي سمكة في البحر ، والعرب تتشاءم بها ; وأنشد ل رؤبة :


                                                          ولا أحب اللجم العاطوسا

                                                          واللجم : الشؤم . واللجم : ما يتطير منه ، واحدته لجمة . وملجم : اسم رجل . وبنو لجيم : بطن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية