الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لجن

                                                          لجن : لجن الورق يلجنه لجنا ، فهو ملجون ولجين : خبطه وخلطه بدقيق أو شعير . وكل ما حيس في الماء فقد لجن . وتلجن الشيء : تلزج . وتلجن رأسه : اتسخ ، وهو منه . وتلجن ورق السدر إذا لجن مدقوقا ; وأنشد الشماخ :


                                                          وماء قد وردت لوصل أروى عليه الطير كالورق اللجين

                                                          وهو ورق الخطمي إذا أوخف . أبو عبيدة : لجنت الخطمي ونحوه تلجينا وأوخفته إذا ضربته بيدك ليثخن ، وقيل : تلجن الشيء إذا غسل فلم ينتق من وسخه . وشيء لجن : وسخ ; قال ابن مقبل :


                                                          يعلون بالمردقوش الورد ضاحية     على سعابيب ماء الضالة اللجن

                                                          الليث : اللجين ورق الشجر يخبط ثم يخلط بدقيق أو شعير فيعلف للإبل ، وكل ورق أو نحوه فهو ملجون لجين حتى آس الغسلة . الجوهري : واللجين الخبط ، وهو ما سقط من الورق عند الخبط ; وأنشد بيت الشماخ . وتلجن القوم إذا أخذوا الورق ودقوه وخلطوه بالنوى للإبل . وفي حديث جرير : إذا أخلف كان لجينا ; اللجين ، بفتح اللام وكسر الجيم : الخبط وذلك أن ورق الأراك والسلم يخبط حتى يسقط ويجف ثم يدق حتى يتلجن أي يتلزج ويصير كالخطمي . وكل شيء تلزج فقد تلجن ، وهو فعيل بمعنى مفعول . وناقة لجون : حرون ; قال أوس :


                                                          ولقد أربت على الهموم بجسرة     عيرانة بالردف ، غير لجون

                                                          قال ابن سيده : اللجان في الإبل كالحران في الخيل . وقد لجن لجانا ولجونا وهي ناقة لجون ، وناقة لجون أيضا : ثقيلة المشي ، وفي الصحاح : ثقيلة في السير ، وجمل لجون كذلك . قال بعضهم : لا يقال جمل لجون إنما تخص به الإناث ; وقيل : اللجان واللجون في جميع الدواب كالحران في ذوات الحافر منها . غيره : الحران في الحافر خاصة ، والخلاء في الإبل ، وقد لجنت تلجن لجونا ولجانا . واللجين : الفضة ، لا مكبر له جاء مصغرا مثل الثريا والكميت ; قال ابن جني : ينبغي أن يكون إنما ألزموا التحقير هذا الاسم لاستصغار معناه ما دام في تراب معدنه فلزمه التخليص . وفي حديث العرباض : بعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكرا فأتيته أتقاضاه ثمنه فقال : لا أقضيكها إلا لجينية ; قال ابن الأثير : الضمير في أقضيكها إلى الدراهم ، واللجينية منسوبة إلى اللجين ، وهو الفضة . واللجين : زبد أفواه الإبل ; قال أبو وجزة :


                                                          كأن الناصعات الغر منها     إذا صرفت وقطعت اللجينا

                                                          شبه لغامها بلجين الخطمي ، وأراد بالناصعات الغر أنيابها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية