الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لحب

                                                          لحب : اللحب : قطعك اللحم طولا . والملحب : المقطع . ولحبه ولحبه : ضربه بالسيف ، أو جرحه ; عن ثعلب قال أبو خراش :

                                                          تطيف عليه الطير ، وهو ملحب خلاف البيوت عند محتمل الصرم الأصمعي : الملحب نحو من المخذم . ولحب متن الفرس وعجزه : املاس في حدور ; ومتن ملحوب ; قال الشاعر :


                                                          فالعين قادحة ، والرجل ضارحة     والقصب مضطمر ، والمتن ملحوب

                                                          ورجل ملحوب : قليل اللحم ، كأنه لحب ; قال أبو ذؤيب :


                                                          أدرك أرباب النعم بكل ملحوب أشم

                                                          واللحيب من الإبل : القليلة لحم الظهر . ولحب الجزار ما على ظهر الجزور : أخذه . ولحب اللحم عن العظم يلحبه لحبا : قشره ; وقيل : كل شيء قشر فقد لحب . واللحب : الطريق الواضح ; واللاحب مثله ، وهو فاعل بمعنى مفعول أي ملحوب ، تقول منه : لحبه يلحبه [ ص: 175 ] لحبا إذا وطئه ومر فيه ; ويقال أيضا : لحب إذا مر مرا مستقيما . ولحب الطريق يلحب لحوبا : وضح كأنه قشر الأرض . ولحبه يلحبه لحبا : بينه ، ومنه قول أم سلمة ل عثمان - رضي الله عنه - : لا تعف طريقا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحبها أي أوضحها ونهجها . وطريق ملحب : كلاحب ; أنشد ثعلب :


                                                          وقلص مقورة الألياط باتت     على ملحب أطاط

                                                          الليث : طريق لاحب ، ولحب وملحوب إذا كان واضحا ; قال : وسمعت العرب تقول : التحب فلان محجة الطريق ، ولحبها والتحبها إذا ركبها ; ومنه قول ذي الرمة :


                                                          فانصاع جانبه الوحشي ، وانكدرت     يلحبن ، لا يأتلي المطلوب والطلب

                                                          أي يركبن اللاحب ، وبه سمي الطريق الموطأ لاحبا ، لأنه كأنه لحب أي قشر عن وجهه التراب ، فهو ذو لحب . وفي حديث أبي زمل الجهني : رأيت الناس على طريق رحب لاحب . اللاحب : الطريق الواسع المنقاد الذي لا ينقطع . ولحب الشيء : أثر فيه ، قال معقل بن خويلد يصف سيلا :

                                                          لهم عدوة كالقضاف الأتي مد به الكدر اللاحب ولحبه : كلحبه . ولحبه بالسياط . ضربه ، فأثرت فيه . ولحب به الأرض أي صرعه . ومر يلحب لحبا أي يسرع . ولحب يلحب لحبا : نكح . التهذيب : الملحب ، اللسان الفصيح . والملحب : الحديد القاطع ، وفي الصحاح : كل شيء يقشر به ويقطع ; قال الأعشى :

                                                          وأدفع عن أعراضكم ، وأعيركم لسانا ، كمقراض الخفاجي ، ملحبا وقال أبو داود :


                                                          رفعناها ذميلا في ممل معمل لحب

                                                          ورجل ملحب إذا كان سبابا بذيء اللسان . وقد لحب الرجل ، بالكسر إذا أنحله الكبر ; قال الشاعر :


                                                          عجوز ترجي أن تكون فتية     وقد لجب الجنبان ، واحدودب الظهر

                                                          وملحوب : موضع ، قال عبيد :


                                                          أقفر من أهله ملحوب     فالقطبيات فالذنوب

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية