الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لدم

                                                          لدم : اللدم ضرب المرأة صدرها . لدمت المرأة وجهها : ضربته . ولدمت خبز الملة إذا ضربته . وفي حديث الزبير يوم أحد : فخرجت أسعى إليها ، يعني أمه ، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى فلدمت في صدري وكانت امرأة جلدة ، أي ضربت ودفعت . ابن سيده : لدمت المرأة صدرها تلدمه لدما ضربته والتدمت هي . واللدم : ضرب خبز الملة إذا أخرجته منها وضرب غيره أيضا . واللدم : صوت الشيء يقع في الأرض من الحجر ونحوه ، وليس بالشديد ; قال ابن مقبل :


                                                          وللفؤاد وجيب تحت أبهره لدم الغلام وراء الغيب بالحجر

                                                          وقيل : اللدم اللطم والضرب بشيء ثقيل يسمع وقعه . والتدم النساء إذا ضربن وجوههن في المآتم . واللدم : الضرب ; والتدام النساء من هذا ; واللدم واللطم واحد . والالتدام : الاضطراب . والتدام النساء : ضربهن صدورهن ووجوههن في النياحة . ورجل ملدم : أحمق ضخم ثقيل كثير اللحم . وفدم لدم : إتباع . ويقال : فلان فدم ثدم لدم بمعنى واحد . وروي عن علي - عليه السلام - أن الحسن قال له في مخرجه إلى العراق : إنه غير صواب ، فقال : والله لا أكون مثل الضبع تسمع اللدم فتخرج فتصاد ، وذلك أن الصياد يجيء إلى جحرها فيضرب بحجر أو بيده ، فتخرج وتحسبه شيئا تصيده لتأخذه فيأخذها ، وهي من أحمق الدواب ; أراد أني لا أخدع كما تخدع الضبع باللدم ، ويسمى الضرب لدما . ولدمت ألدم لدما ، فأنا لادم ، وقوم لدم مثل خادم وخدم . وأم ملدم : الحمى ، الليث : أم ملدم كنية الحمى ، والعرب تقول : قالت الحمى أنا أم ملدم آكل اللحم وأمص الدم ، قال : ويقال لها أم الهبرزي . وألدمت عليه الحمى أي دامت . وفي الحديث : جاءت أم ملدم تستأذن ; هي الحمى ، والميم الأولى مكسورة زائدة ، وبعضهم يقولها بالذال المعجمة . واللديم : الثوب الخلق . وثوب لديم وملدم : خلق . ولدمه : رقعه . الأصمعي : الملدم والمردم من الثياب المرقع ، وهو اللديم . ولدمت الثوب لدما ، ولدمته تلديما أي رقعته ، [ ص: 190 ] فهو ملدم ولديم أي مرقع مصلح . واللدام : مثل الرقاع يلدم به الخف وغيره . وتلدم الثوب أي أخلق واسترقع . وتلدم الرجل ثوبه أي رقعه ، يتعدى ولا يتعدى ، مثل تردم . واللدم ، بالتحريك : الحرم في القرابات . ويقال : إنما سميت الحرمة اللدم لأنها تلدم القرابة أي تصلح وتصل ; تقول العرب : اللدم اللدم ! إذا أرادت توكيد المحالفة ، أي حرمتنا حرمتكم وبيتنا بيتكم لا فرق بيننا . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن الأنصار لما أرادوا أن يبايعوه في بيعة العقبة ب مكة قال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله ، إن بيننا وبين القوم حبالا ونحن قاطعوها ، فنخشى إن الله أعزك وأظهرك ، أن ترجع إلى قومك ، فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : بل الدم الدم والهدم الهدم ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم ! ورواه بعضهم : بل اللدم اللدم والهدم الهدم ; قال : فمن رواه بل الدم الدم والهدم الهدم . فإن ابن الأعرابي قال : العرب تقول : دمي دمك وهدمي هدمك في النصرة أي إن ظلمت فقد ظلمت ; قال : وأنشد العقيلي :


                                                          دما طيبا يا حبذا أنت من دم

                                                          قال أبو منصور : وقال الفراء العرب تدخل الألف واللام اللتين للتعريف على الاسم فتقومان مقام الإضافة كقول الله عز وجل : فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى ; أي الجحيم مأواه ، وكذلك قوله : وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ; المعنى فإن الجنة مأواه ; وقال الزجاج : معناه فإن الجنة هي المأوى له ; قال : وكذلك هذا في كل اسم ، يدلان على مثل هذا الإضمار ، فعلى قول الفراء قوله الدم الدم أي دمكم دمي وهدمكم هدمي ; وقال ابن الأثير في رواية : الدم الدم ، قال : هو أن يهدر دم القتيل ، المعنى إن طلب دمكم فقد طلب دمي ، فدمي ودمكم شيء واحد ، وأما من رواه بل اللدم اللدم والهدم الهدم ; فإن ابن الأعرابي أيضا قال : اللدم الحرم جمع لادم ، والهدم القبر ، فالمعنى حرمكم حرمي وأقبر حيث تقبرون ; وهذا كقوله : المحيا محياكم والممات مماتكم لا أفارقكم . وذكر القتيبي أن أبا عبيدة قال في معنى هذا الكلام : حرمتي مع حرمتكم وبيتي مع بيتكم ; وأنشد :


                                                          ثم الحقي بهدمي ولدمي

                                                          أي بأصلي وموضعي . واللدم : الحرم جمع لادم سمي ، نساء الرجل وحرمه لدما لأنهن يلتدمن عليه إذا مات . وفي حديث عائشة : قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في حجري ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي . والملدم والملدام : حجر يرضخ به النوى ، وهو المرضاخ أيضا . قال ابن بري عند قول الجوهري سميت الحرمة اللدم ، قال : صوابه أن يقول سميت الحرم اللدم لأن اللدم جمع لادم . ولدمان : ماء معروف . وملادم : اسم ; وفي ترجمة دعع في التهذيب قال : قرأت بخط شمر للطرماح :


                                                          لم تعالج دمحقا بائتا     شج بالطخف للدم الدعاع

                                                          قال : اللدم اللعق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية