الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لزب

                                                          لزب : اللزب : الضيق . وعيش لزب : ضيق . واللزب : الطريق الضيق . وماء لزب : قليل ، والجمع لزاب . واللزوب : القحط . واللزبة : الشدة ، وجمعها لزب ؛ حكاها ابن جني . وسنة لزبة : شديدة ، ويقال : أصابتهم لزبة ، يعني شدة السنة ، وهي القحط . والأزمة والأزبة واللزبة : كلها بمعنى واحد ، والجمع اللزبات ، بالتسكين ؛ لأنه صفة . وفي حديث أبي الأحوص : في عام أزبة أو لزبة ؛ اللزبة : الشدة ؛ ومنه قولهم : هذا الأمر ضربة لازب أي لازم شديد . ولزب الشيء يلزب ، بالضم ، لزبا ولزوبا دخل بعضه في بعض . ولزب الطين يلزب لزوبا ، ولزب : لصق وصلب ، وفي حديث علي - عليه السلام - : ولاطها بالبلة حتى لزبت أي لصقت ولزمت . وطين لازب أي لازق . قال الله تعالى : من طين لازب . قال الفراء : اللازب واللاتب واللاصق واحد . والعرب تقول : ليس هذا بضربة لازم ولازب ، يبدلون الباء ميما لتقارب المخارج . قال أبو بكر : معنى قولهم ما هذا بضربة لازب أي ما هذا بلازم واجب أي ما هذا بضربة سيف لازب ، وهو مثل . واللازب : الثابت ، وصار الشيء ضربة لازب أي لازما ؛ هذه اللغة الجيدة ، وقد قالوها بالميم ، والأول أفصح ؛ قال النابغة :


                                                          ولا تحسبون الخير لا شر بعده ولا تحسبون الشر ضربة لازب



                                                          [ ص: 194 ] ولازم لغية ؛ وقال كثير فأبدل :


                                                          فما ورق الدنيا بباق لأهله     ولا شدة البلوى بضربة لازم



                                                          ورجل عزب لزب ، وقال ابن بزرج مثله . وامرأة عزبة لزبة إتباع . الجوهري : والملزاب البخيل الشديد ؛ وأنشد أبو عمرو :


                                                          لا يفرحون ، إذا ما نضخة وقعت     وهم كرام ، إذا اشتد الملازيب



                                                          ولزبته العقرب لزبا : لسعته كلسبته ؛ عن كراع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية