الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لطف

                                                          لطف : اللطيف : صفة من صفات الله واسم من أسمائه ، وفي التنزيل العزيز : الله لطيف بعباده ؛ وفيه : وهو اللطيف الخبير ؛ ومعناه والله أعلم الرفيق بعباده . قال أبو عمرو : اللطيف الذي يوصل إليك أربك في رفق ، واللطف من الله تعالى : التوفيق والعصمة ، وقال ابن الأثير في تفسيره : اللطيف هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل والعلم بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدرها له من خلقه . يقال : لطف به وله ، بالفتح ، يلطف لطفا إذا رفق به . فأما لطف ، بالضم ، يلطف فمعناه صغر ودق . ابن الأعرابي : لطف فلان لفلان يلطف إذا رفق لطفا . ويقال : لطف الله لك أي أوصل إليك ما تحب برفق . في حديث الإفك : ولا أرى منه اللطف الذي كنت أعرفه . أي الرفق والبر ، ويروى بفتح اللام والطاء ، لغة فيه . واللطف واللطف : البر والتكرمة والتحفي . لطف به لطفا ولطافة وألطفه وألطفته : أتحفته . وألطفه بكذا أي بره به ، والاسم اللطف ، بالتحريك . يقال : جاءتنا لطفة من فلان أي هدية . وهؤلاء لطف فلان أي أصحابه وأهله الذين يلطفونه ؛ عن اللحياني ؛ قال أبو ذؤيب :


                                                          ولا لطف يبكي عليك نصيح



                                                          حمل الوصف على اللفظ لأن لفظ لطف لفظ الواحد ، فلذلك ساغ له وصف الجمع بالواحد ، وقد يجوز أن يعنى بلطف واحد ، وإن شئت جعلت اللطف مصدرا فيكون معناه ولا ذو لطف ، والاسم اللطف . وهو لطيف بالأمر أي رفيق ، وقد لطف به . وفي حديث ابن الصبغاء : فاجمع له الأحبة الألاطف ، قال ابن الأثير : هو جمع الألطف . أفعل من اللطف الرفق ، قال : ويروى الأظالف ، بالظاء المعجمة . واللطيف من الأجرام والكلام : ما لا خفاء فيه ، وقد لطف لطافة ، بالضم ، أي صغر ، فهو لطيف . وجارية لطيفة الخصر إذا كانت ضامرة البطن . واللطيف من الكلام : ما غمض معناه وخفي . واللطف في العمل : الرفق فيه . ولطف الشيء يلطف : صغر ؛ وقول أبي ذؤيب :


                                                          وهم سبعة كعوالي الرما     ح ، بيض الوجوه لطاف الأزر



                                                          إنما عنى أنهم خماص البطون لطاف مواضع الأزر ؛ وقول الفرزدق :


                                                          ولله أدنى من وريدي وألطف



                                                          إنما يريد وألطف اتصالا . ولطف عنه : كصغر عنه . وألطف الرجل البعير وألطف له أدخل قضيبه في حياء الناقة ؛ عن ابن الأعرابي وذلك إذا لم يهتد لموضع الضراب . أبو زيد : يقال للجمل إذا لم يسترشد لطروقته فأدخل الراعي قضيبه في حيائها : قد أخلطه إخلاطا وألطفه إلطافا ، وهو يخلطه ويلطفه . واستخلط الجمل واستلطف إذا فعل ذلك من تلقاء نفسه وأدخله فيها بنفسه ، وأخلط غيره . أبو صاعد الكلابي : يقال : ألطفت الشيء بجنبي واستلطفته إذا ألصقته وهو ضد جافيته عني ؛ وأنشد :


                                                          سريت بها مستلطفا دون ريطتي     ودون ردائي الجرد ذا شطب عضبا



                                                          والتلطف للأمر : الترفق له ، وأم لطيفة بولدها تلطف إلطافا . واللطف أيضا من طرف التحف : ما ألطفت به أخاك ليعرف به برك . والملاطفة : المبارة . وأبو لطيف : من كناهم ؛ قال عمارة بن أبي طرفة :


                                                          فصل جناحي بأبي لطيف



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية