الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لطم

                                                          لطم : اللطم ضربك الخد وصفحة الجسد ببسط اليد ، وفي المحكم : بالكف مفتوحة ، لطمه يلطمه لطما ولاطمه ملاطمة ولطاما . والملطمان : الخدان ؛ قال :


                                                          نابي المعدين أسيل ملطمه



                                                          وهما الملطمان نادر . ابن حبيب : الملاطم الخدود واحدها ملطم وأنشد :


                                                          خصمون نفاعون بيض الملاطم



                                                          ابن الأعرابي : اللطم : إيضاح الحمرة ، واللطم : الضرب على الوجه بباطن الراحة . وفي المثل : لو ذات سوار لطمتني ؛ قالته امرأة لطمتها [ ص: 203 ] من ليست بكفء لها . الليث : اللطيم ، بلا فعل ، من الخيل الذي يأخذ خديه بياض . وقال أبو عبيدة : إذا رجعت غرة الفرس من أحد شقي وجهه إلى أحد الخدين فهو لطيم ، وقيل : اللطيم من الخيل الذي سالت غرته في أحد شقي وجهه ، يقال منه : لطم الفرس ، على ما لم يسم فاعله ، فهو لطيم ؛ عن الأصمعي . واللطيم من الخيل : الأبيض موضع اللطمة من الخد ، والجمع لطم ، والأنثى لطيم أيضا ، وهو من باب مدرهم أي لا فعل له ، وقيل : اللطيم الذي غرته في أحد شقي وجهه إلى أحد الخدين في موضع اللطمة ، وقيل : لا يكون لطيما إلا أن تكون غرته أعظم الغرر وأفشاها حتى تصيب عينيه أو إحداهما أو تصيب خديه أو أحدهما . وخد ملطم : شدد للكثرة . واللطيم من خيل الحلبة : هو التاسع من سوابق الخيل ، وذلك أنه يلطم وجهه فلا يدخل السرادق . واللطيم : الصغير من الإبل الذي يفصل عند طلوع سهيل ، وذلك أن صاحبه يأخذ بأذنه ثم يلطمه عند طلوع سهيل ويستقبله به ويحلف أن لا يذوق قطرة لبن بعد يومه ذلك ، ثم يصر أخلاف أمه كلها ويفصله منها ، ولهذا قالت العرب : إذا طلع سهيل ، برد الليل ، وامتنع القيل ، وللفصيل الويل ؛ وذلك لأنه يفصل عند طلوعه . الجوهري : اللطيم فصيل إذا طلع سهيل أخذه الراعي وقال له : أترى سهيلا ؟ والله لا تذوق عندي قطرة ! ثم لطمه ونحاه . ابن الأعرابي : اللطيم الفصيل إذا قوي على الركوب لطم خده عند عين الشمس ، ثم يقال اغرب ، فيصير ذلك الفصيل مؤدبا ويسمى لطيما . واللطيم : الذي يموت أبواه . والعجي : الذي تموت أمه . واليتيم : الذي يموت أبوه . واللطيم واللطيمة : المسك ؛ الأولى عن كراع ، قال الفارسي : قال ابن دريد هي كل ضرب من الطيب يحمل على الصدغ من الملطم الذي هو الخد ، وكان يستحسنها ، وقال : ما قالها إلا بطالع سعد . واللطيمة : وعاء المسك ، وقيل : هي العير تحمله ، وقيل : سوقه ، وقيل : كل سوق يجلب إليها غير ما يؤكل من حر الطيب والمتاع غير الميرة لطيمة ، والميرة لما يؤكل ؛ ثعلب عن ابن الأعرابي : أنه أنشده لعاهان بن كعب بن عمرو بن سعد :


                                                          إذا اصطكت بضيق حجرتاها     تلاقي العسجدية واللطيم



                                                          قال : العسجدية إبل منسوبة إلى سوق يكون فيها العسجد وهو الذهب ؛ وقال ابن بري : العسجدية التي تحمل الذهب ، واللطيم : منسوب إلى سوق يكون أكثر بزها اللطيم ، وهو جمع اللطيمة ، وهي العير التي تحمل المسك . ابن السكيت : اللطيمة عير فيها طيب ، والعسجدية ركاب الملوك التي تحمل الدق ، والدق الكثير الثمن الذي ليس بجاف . الجوهري : اللطيمة العير تحمل الطيب وبز التجار ، وربما قيل لسوق العطارين لطيمة ، قال ذو الرمة يصف أرطأة تكنس فيها الثور الوحشي :


                                                          كأنها بيت عطار يضمنه     لطائم المسك ، يحويها وتنتهب



                                                          قال أبو عمرو : اللطيمة قطعة مسك ، ويقال فارة مسك ؛ قال الشاعر في اللطيمة المسك :


                                                          فقلت : أعطارا نرى في رحالنا     وما إن بموماة تباع اللطائم



                                                          وقال آخر في مثله :


                                                          عرفت كإتب عرفته اللطائم



                                                          وفي حديث بدر : قال أبو جهل : يا قوم اللطيمة اللطيمة أي أدركوها ، وهي منصوبة بإضمار هذا الفعل . واللطيمة : الجمال التي تحمل العطر والبز غير الميرة . ولطائم المسك : أوعيته . ابن الأعرابي : اللطيمة سوق الإبل ، واللطيمة والزوملة من العير التي عليها أحمالها ، قال : ويقال : اللطيمة والعير والزوملة ، وهي العير التي كان عليها حمل أو لم يكن ، ولا تسمى لطيمة ولا زوملة حتى تكون عليها أحمالها ؛ وقول أبي ذؤيب :


                                                          فجاء بها ما شئت من لطمية     تدور البحار فوقها وتموج



                                                          أنما عنى درة . وقوله : ما شئت من لطمية ، في موضع الحال . وتلطم وجهه : اربد . والملطم : اللئيم . ولطم الكتاب : ختمه ؛ وقوله :


                                                          لا يلطم المصبور وسط بيوتنا     ونحج أهل الحق بالتحكيم



                                                          يقول : لا يظلم فينا فيلطم ولكن نأخذ الحق منه بالعدل عليه . الليث : اللطيمة سوق فيها أوعية من العطر ونحوه من البياعات ؛ وأنشد :


                                                          يطوف بها وسط اللطيمة بائع



                                                          وقال في قول ذي الرمة :


                                                          لطائم المسك يحويها وتنتهب



                                                          يعني أوعية المسك . الهذلي : اللطيمة العنبرة التي لطمت بالمسك فتفتقت به حتى نشبت رائحتها ، وهي اللطمية ، ويقال : بالة لطمية ؛ ومنه قول أبي ذؤيب :


                                                          كأن عليها بالة لطمية     لها من خلال الدأيتين أريج



                                                          أراد بالبالة الرائحة والشمة ، مأخوذ من بلوته أي شممته ، وأصلها بلة ، فقدم الواو وصيرها ألفا كقولهم قاع وقعا . ويقال : أعطني لطيمة من مسك أي قطعة . واللطيمة في قول النابغة : هي الغوالي المعنبرة ، ولا تسمى لطيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها . الفراء : اللطيمة سوق العطارين ، واللطيمة العير تحمل البر والطيب . أبو عمرو : اللطيمة سوق فيها بز وطيب . ولاطمه فتلاطما ؛ والتطمت الأمواج : ضرب بعضها بعضا ؛ وفي حديث حسان :


                                                          يلطمهن بالخمر النساء



                                                          أي ينفضن ما عليها من الغبار ، فاستعار له اللطم ، وروي يطلمهن ، وهو الضرب بالكف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية