الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لظظ

                                                          لظظ : لظ بالمكان وألظ به وألظ عليه : أقام به وألح . وألظ بالكلمة : لزمها . والإلظاظ : لزوم الشيء والمثابرة عليه . يقال : ألظظت به ألظ إلظاظا . وألظ فلان بفلان إذا لزمه . ولظ بالشيء : لزمه مثل ألظ به ، فعل وأفعل بمعنى . ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ألظوا في الدعاء بيا ذا الجلال والإكرام ؛ وألظوا أي الزموا هذا واثبتوا عليه وأكثروا من قوله والتلفظ به في دعائكم ؛ قال الراجز :


                                                          بعزمة جلت غشا إلظاظها



                                                          والاسم من كل ذلك اللظيظ . وفلان ملظ بفلان أي ملازم له ولا يفارقه ؛ وأنشد ابن بري :


                                                          ألظ به عباقية سرندى     جريء الصدر منبسط القرين



                                                          واللظيظ : الإلحاح . وفي حديث رجم اليهودي : فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - ألظ به النشدة أي ألح في سؤاله وألزمه إياه . والإلظاظ : الإلحاح ؛ قال بشر :


                                                          ألظ بهن يحدوهن حتى     تبينت الحيال من الوساق



                                                          والملاظة في الحرب : المواظبة ولزوم القتال من ذلك . وقد تلاظوا ملاظة ولظاظا ، كلاهما : مصدر على غير بناء الفعل . ورجل لظ كظ أي عسر متشدد ، وملظ وملظاظ : عسر مضيق مشدد عليه . قال ابن سيده : وأرى كظا إتباعا . ورجل ملظاظ : ملحاح ، وملظ : ملح شديد الإبلاغ بالشيء يلح عليه ؛ قال أبو محمد الفقعسي :


                                                          جاريته بسابح ملظاظ     يجري على قوائم أيقاظ



                                                          وقال الراجز :


                                                          عجبت والدهر له لظيظ



                                                          وألظ المطر : دام وألح . ولظلظت الحية رأسها : حركته ، وتلظلظت هي : تحركت . والتلظلظ واللظلظة من قوله : حية تتلظلظ ، هو تحريكها رأسها من شدة اغتياظها ، وحية تتلظى من توقدها وخبثها ، كأن الأصل تتلظظ ، وأما قولهم في الحر يتلظى فكأنه يلتهب كالنار من اللظى . واللظلاظ : الفصيح . واللظلظة : التحريك ، وقول أبي وجزة :


                                                          فأبلغ بني سعد بن بكر ملظة     رسول امرئ بادي المودة ناصح



                                                          قيل : أراد بالملظة الرسالة ، وقوله رسول امرئ أراد رسالة امرئ .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية