الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لعس

                                                          لعس : اللعس : سواد اللثة والشفة ، وقيل : اللعس واللعسة سواد يعلو شفة المرأة البيضاء ؛ وقيل : هو سواد في حمرة ؛ قال ذو الرمة :


                                                          لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثاث وفي أنيابها شنب



                                                          أبدل اللعس من الحوة . لعس لعسا ، فهو ألعس ، والأنثى لعساء ؛ وجعل العجاج اللعسة في الجسد كله ، فقال :


                                                          وبشرا مع البياض ألعسا



                                                          فجعل البشر ألعس وجعله مع البياض لما فيه من شربة الحمرة . قال الجوهري : اللعس لون الشفة إذا كانت تضرب إلى السواد قليلا ، [ ص: 207 ] وذلك يستملح . يقال : شفة لعساء وفتية ونسوة لعس ، وربما قالوا : نبات ألعس ، وذلك إذا كثر وكثف لأنه حينئذ يضرب إلى السواد . وفي حديث الزبير : أنه رأى فتية لعسا ، فسأل عنهم فقيل : أمهم مولاة للحرقة وأبوهم مملوك ؛ فاشترى أباهم وأعتقه فجر ولاءهم ؛ قال ابن الأثير : اللعس جمع ألعس ، وهو الذي في شفتيه سواد . قال الأصمعي : اللعس الذين في شفاههم سواد ، وهو مما يستحسن ، ولقد لعس لعسا . قال الأزهري : لم يرد به سواد الشفة خاصة إنما أراد لعس ألوانهم أي سوادها ، والعرب تقول جارية لعساء إذا كان في لونها أدنى سواد فيه شربة حمرة ليست بالناصعة ، فإذا قيل لعساء الشفة فهو على ما قال الأصمعي . والمتلعس : الشديد الأكل . واللعوس : الأكول الحريص ، وقيل : اللغوس ، بالغين معجمة ، وهو من صفات الذئب . واللعوس ، بتسكين العين : الخفيف في الأكل وغيره كأنه الشره ؛ ومنه قيل للذئب : لعوس ولغوس ؛ وأنشد لذي الرمة :


                                                          وماء هتكت الليل عنه ولم يرد     روايا الفراخ والذئاب اللعاوس



                                                          ويروى بالغين المعجمة . وما ذقت لعوسا أي شيئا ، وما ذقت لعوقا مثله . وقيل : اللعس العض ، يقال : لعسني لعسا أي عضني ؛ وبه سمي الذئب لعوسا . وألعس : موضع ؛ قال :


                                                          فلا تنكروني إنني أنا ذلكم     عشية حل الحي غولا فألعسا



                                                          ويروى : ليالي حل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية