الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لغب

                                                          لغب : اللغوب : التعب والإعياء . لغب يلغب ، بالضم ، لغوبا ولغبا ولغب ، بالكسر ، لغة ضعيفة : أعيا أشد الإعياء . وألغبته أنا أي أنصبته . وفي حديث الأرنب : فسعى القوم فلغبوا وأدركتها . أي تعبوا وأعيوا . وفي التنزيل العزيز : وما مسنا من لغوب ؛ ومنه قيل : فلان ساغب لاغب أي معي . واستعار بعض العرب ذلك للريح ، فقال ، أنشده ابن الأعرابي :


                                                          وبلدة مجهل تمسي الرياح بها لواغبا ، وهي ناء عرضها خاويه



                                                          وألغبه السير ، وتلغبه : فعل به ذلك وأتعبه ؛ قال كثير عزة :


                                                          تلغبها دون ابن ليلى وشفها     سهاد السرى والسبسب المتماحل



                                                          وقال الفرزدق :


                                                          بل سوف يكفيكها باز تلغبها     إذا التقت بالسعود الشمس والقمر



                                                          أي يكفيك المسرفين باز ، وهو عمر بن هبيرة . قال : وتلغبها ، تولاها فقام بها ، ولم يعجز عنها . وتلغب سير القوم : سار بهم حتى لغبوا ؛ قالابن مقبل :


                                                          وحي كرام قد تلغبت سيرهم     بمربوعة شهلاء قد جدلت جدلا



                                                          والتلغب : طول الطراد ؛ وقال :


                                                          تلغبني دهري فلما غلبته     غزاني بأولادي فأدركني الدهر



                                                          والملاغب : جمع الملغبة ، من الإعياء . ولغب على القوم يلغب ، بالفتح فيهما ، لغبا : أفسد عليهم . ولغب القوم يلغبهم لغبا : حدثهم حديثا خلفا ؛ وأنشد :


                                                          أبذل نصحي وأكف لغبي



                                                          وقال الزبرقان :


                                                          ألم أك باذلا ودي ونصري     وأصرف عنكم ذربي ولغبي



                                                          وكلام لغب : فاسد ، لا صائب ولا قاصد . ويقال : كف عنا لغبك أي سيئ كلامك . ورجل لغب ، بالتسكين ، ولغوب ، ووغب : ضعيف أحمق ، بين اللغابة . حكى أبو عمرو بن العلاء عن أعرابي من أهل اليمن : فلان لغوب ، جاءته كتابي فاحتقرها ؛ قلت : أتقول جاءته كتابي ؟ فقال : أليس هو الصحيفة ؟ قلت : فما اللغوب ؟ قال : الأحمق . والاسم اللغابة واللغوبة . واللغب : الريش الفاسد ، مثل البطنان ، منه . وسهم لغب ولغاب : فاسد لم يحسن عمله ؛ وقيل : [ ص: 211 ] هو الذي ريشه بطنان ؛ وقيل : إذا التقى بطنان أو ظهران ، فهو لغاب ولغب . وقيل : اللغاب من الريش البطن ، واحدته لغابة ، وهو خلاف اللؤام . وقيل : هو ريش السهم إذا لم يعتدل ، فإذا اعتدل فهو لؤام ؛ قال بشر بن أبي خازم :


                                                          فإن الوائلي أصاب قلبي     بسهم ريش لم يكس اللغابا



                                                          ويروى : لم يكن نكسا لغابا . فإما أن يكون اللغاب من صفات السهم أي لم يكن فاسدا ، وإما أن يكون أراد لم يكن نكسا ذا ريش لغاب ؛ وقال تأبط شرا :


                                                          وما ولدت أمي من القوم عاجزا     ولا كان ريشي من ذنابى ولا لغب



                                                          وكان له أخ يقال له : ريش لغب ، وقد حركه الكميت في قوله :


                                                          لا نقل ريشها ولا لغب



                                                          مثل نهر ونهر ، لأجل حرف الحلق . وألغب السهم : جعل ريشه لغابا ؛ أنشد ثعلب :


                                                          ليت الغراب رمى حماطة قلبه     عمرو بأسهمه التي لم تلغب



                                                          وريش لغيب ؛ قال الراجز في الذئب :


                                                          أشعرته مذلقا مذروبا     ريش بريش لم يكن لغيبا



                                                          قال الأصمعي : من الريش اللؤام واللغاب ؛ فاللؤام ما كان بطن القذة يلي ظهر الأخرى ، وهو أجود ما يكون ، فإذا التقى بطنان أو ظهران ، فهو لغاب ولغب . وفي الحديث : أهدى مكسوم أخو الأشرم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سلاحا فيه سهم لغب ، سهم لغب إذا لم يلتئم ريشه ويصطحب لرداءته ، فإذا التأم ، فهو لؤام . واللغباء : موضع معروف ؛ قال عمرو بن أحمر :


                                                          حتى إذا كربت والليل يطلبها     أيدي الركاب من اللغباء تنحدر



                                                          واللغب : الرديء من السهام الذي لا يذهب بعيدا . ولغب فلان دابته إذا تحامل عليه حتى أعيا . وتلغب الدابة : وجدها لاغبا . وألغبها إذا أتعبها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية