الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لغز

                                                          لغز : ألغز الكلام وألغز فيه : عمى مراده وأضمره على خلاف ما أظهره . واللغيزى ، بتشديد الغين ، مثل اللغز ، والياء ليست للتصغير لأن ياء التصغير لا تكون رابعة ، وإنما هي بمنزلة خضارى للزرع ، وشقارى نبت . واللغز واللغز واللغز : ما ألغز من كلام فشبه معناه ؛ مثل قول الشاعر أنشده الفراء :


                                                          ولما رأيت النسر عز ابن دأية وعشش في وكريه جاشت له نفسي



                                                          أراد بالنسر الشيب شبهه به لبياضه ، وشبه الشباب بابن دأية ، وهو الغراب الأسود ؛ لأن شعر الشباب أسود . واللغز : الكلام الملبس . وقد ألغز في كلامه يلغز إلغازا إذا ورى فيه وعرض ليخفى ، والجمع ألغاز مثل رطب وأرطاب . واللغز واللغز واللغز واللغيزى والإلغاز ، كله : حفرة يحفرها اليربوع في جحره تحت الأرض ، وقيل : هو جحر الضب والفأر واليربوع بين القاصعاء والنافقاء ، سمي بذلك لأن هذه الدواب تحفره مستقيما إلى أسفل ، ثم تعدل عن يمينه وشماله عروضا تعترضها تعميه ليخفى مكانه بذلك الإلغاز ، والجمع ألغاز ، وهو الأصل في اللغز . واللغيزى واللغيزاء والألغوزة : كاللغز . يقال : ألغز اليربوع إلغازا فيحفر في جانب منه طريقا ويحفر في الجانب الآخر طريقا ، وكذلك في الجانب الثالث والرابع ، فإذا طلبه البدوي بعصاه [ ص: 212 ] من جانب نفق من الجانب الآخر . ابن الأعرابي : اللغز الحفر الملتوي . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أنه مر بعلقمة بن القعواء يبايع أعرابيا يلغز له في اليمين ، ويرى الأعرابي أنه قد حلف له ، ويرى علقمة أنه لم يحلف ، فقال له عمر : ما هذه اليمين اللغيزاء ؟ اللغيزاء ، ممدود : من اللغز ، وهي جحرة اليربوع تكون ذات جهتين يدخل من جهة ويخرج من أخرى فاستعير لمعاريض الكلام وملاحته . قال ابن الأثير : وقال الزمخشري : اللغيزى مثقلة الغين ، جاء بها سيبويه في كتابه مع الخليطى ، وهي في كتاب الأزهري مخففة ؛ قال : وحقها أن تكون تحقير المثقلة كما يقال في سكيت إنه تحقير سكيت ، والألغاز : طرق تلتوي وتشكل على سالكها . وابن ألغز : رجل . وفي المثل : فلان أنكح من ابن ألغز ، وكان رجلا أوتي حظا من الباه وبسطة في الغشية ، فضربته العرب مثلا في هذا الباب في باب التشبيه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية