الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لفظ

                                                          لفظ : اللفظ : أن ترمي بشيء كان في فيك ، والفعل لفظ الشيء . يقال : لفظت الشيء من فمي ألفظه لفظا رميته ، وذلك الشيء لفاظة ؛ قال امرؤ القيس يصف حمارا :


                                                          يوارد مجهولات كل خميلة يمج لفاظ البقل في كل مشرب



                                                          قال ابن بري : واسم ذلك الملفوظ لفاظة ولفاظ ولفيظ ولفظ . ابن سيده : لفظ الشيء وبالشيء يلفظ لفظا ، فهو ملفوظ ولفيظ : رمى . والدنيا لافظة تلفظ بمن فيها إلى الآخرة أي ترمي بهم . والأرض تلفظ الميت إذا لم تقبله ورمت به . والبحر يلفظ الشيء : يرمي به إلى الساحل ، والبحر يلفظ بما في جوفه إلى الشطوط . وفي الحديث : ويبقى في كل أرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم . أي تقذفهم وترميهم من لفظ الشيء إذا رماه . وفي الحديث : ومن أكل فما تخلل فليلفظ أي فليلق ما يخرجه الخلال من بين أسنانه . وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما : أنه سئل عما لفظ البحر فنهى عنه ؛ أراد ما يلقيه البحر من السمك إلى جانبه من غير اصطياد . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : فقاءت أكلها ولفظت خبيئها أي أظهرت ما كان قد اختبأ فيها من النبات وغيره . واللافظة : البحر . وفي المثل : أسخى من لافظة ؛ يعنون البحر لأنه يلفظ بكل ما فيه من العنبر والجواهر ، والهاء فيه للمبالغة ، وقيل : يعنون الديك لأنه يلفظ بما في فيه إلى الدجاج ، وقيل : هي الشاة إذا أشلوها تركت جرتها وأقبلت إلى الحلب لكرمها ، وقيل : جودها أنها تدعى للحلب وهي تعتلف فتلقي ما في فيها وتقبل إلى الحالب لتحلب فرحا منها بالحلب ، ويقال : هي التي تزق فرخها من الطير لأنها تخرج ما في جوفها وتطعمه ؛ قال الشاعر :


                                                          تجود فتجزل قبل السؤال     وكفك أسمح من لافظه



                                                          وقيل : هي الرحى سميت بذلك لأنها تلفظ ما تطحنه . وكل ما زق فرخه لافظة . واللفاظ : ما لفظ به أي طرح ؛ قال :


                                                          والأزد أمسى شلوهم لفاظا



                                                          أي متروكا مطروحا لم يدفن . ولفظ نفسه يلفظها لفظا كأنه رمى بها ، وكذلك لفظ عصبه إذا مات ، وعصبه : ريقه الذي عصب بفيه أي غري به فيبس . وجاء وقد لفظ لجامه أي جاء وهو مجهود من العطش والإعياء . ولفظ الرجل : مات . ولفظ بالشيء يلفظ لفظا : تكلم . وفي التنزيل العزيز : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ؛ ولفظت بالكلام وتلفظت به أي تكلمت به ؛ واللفظ : واحد الألفاظ ، وهو في الأصل مصدر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية