الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لفف

                                                          لفف : اللفف : كثرة لحم الفخذين ، وهو في النساء نعت ، وفي الرجال عيب . لف لفا ولففا ، وهو ألف . ورجل ألف : ثقيل . ولف الشيء يلفه لفا : جمعه ، وقد التف ، وجمع لفيف : مجتمع ملتف من كل مكان ؛ قال ساعدة بن جؤية :


                                                          فالدهر لا يبقى على حدثانه أنس لفيف ذو طرائف حوشب



                                                          واللفوف : الجماعات ؛ قال أبو قلابة :


                                                          إذ عارت النبل والتفوا اللفوف وإذ     سلوا السيوف عراة بعد أشجان



                                                          ورجل ألف : مقرون الحاجبين . وامرأة لفاء : ملتفة الفخذين ، وفي الصحاح : ضخمة الفخذين مكتنزة ؛ وفخذان لفاوان ؛ قال الحكم الخضري :


                                                          تساهم ثوباها ففي الدرع رأدة     وفي المرط لفاوان ردفهما عبل



                                                          قوله : تساهم . أي تقارع . وفي حديث أبي الموالي : إني لأسمع بين فخذيها من لففها مثل قشيش الحرابش ؛ اللف واللفف : تداني الفخذين من السمن . وجاء القوم بلفهم ولفتهم ولفيفهم أي بجماعتهم وأخلاطهم ، وجاء لفهم ولفهم ولفيفهم كذلك . واللفيف : القوم يجتمعون من قبائل شتى ليس أصلهم واحدا . وجاءوا ألفافا أي لفيفا . ويقال : كان بنو فلان لفا وبنو فلان لقوم آخرين لفا إذا تحزبوا حزبين . وقولهم : جاءوا ومن لف لفهم أي ومن عد فيهم وتأشب إليهم . ابن سيده : جاء بنو فلان ومن لف لفهم ولفهم وإن شئت رفعت ، والقول فيه كالقول في : ومن أخذ إخذهم وأخذهم . واللفيف : ما اجتمع من الناس من قبائل شتى . أبو عمرو : اللفيف الجمع العظيم من أخلاط شتى فيهم الشريف والدنيء والمطيع والعاصي والقوي والضعيف . قال الله عز وجل : جئنا بكم لفيفا ؛ أي أتينا بكم من كل قبيلة ، وفي الصحاح : أي مجتمعين مختلطين . يقال للقوم إذا اختلطوا : لف ولفيف . واللف : الصنف من الناس من خير أو شر . وفي حديث نابل : قال سافرت مع مولاي عثمان وعمر - رضي الله عنهما في حج أو عمرة فكان عمر وعثمان وابن عمر - رضي الله عنهم - لفا وكنت أنا وابن الزبير في شببة معنا لفا ، فكنا نترامى بالحنظل فما يزيدنا عمر عن أن يقول : كذاك لا تذعروا علينا ؛ اللف : الحزب والطائفة من الالتفاف ، وجمعه ألفاف ؛ يقول : حسبكم لا تنفروا علينا إبلنا . والتف الشيء : تجمع وتكاثف . الجوهري : لففت الشيء لفا ولففته ، شدد للمبالغة ، ولفه حقه أي منعه . وفلان لفيف فلان أي صديقه . ومكان ألف : ملتف ؛ قال ساعدة بن جؤية :


                                                          ومقامهن إذا حبسن بمأزم     ضيق ألف ، وصدهن الأخشب



                                                          واللفيف : الكثير من الشجر . وجنة لفة ولف : ملتفة . وقال أبو العباس : لم نسمع شجرة لفة لكن واحدتها لفاء ، وجمعها لف ، وجمع لف ألفاف مثل عد وأعداد . والألفاف : الأشجار يلتف بعضها ببعض ، وجنات ألفاف ، وفي التنزيل العزيز : وجنات ألفافا ؛ وقد يجوز أن يكون ألفاف جمع لف فيكون جمع الجمع . قال أبو إسحاق : وهو جمع لفيف كنصير وأنصار . قال الزجاج : وجنات ألفافا أي وبساتين ملتفة . والتفاف النبت : كثرته . الجوهري في قوله تعالى : وجنات ألفافا ؛ واحدها لف ، بالكسر ، ومنه قولهم كنا لفا أي مجتمعين في موضع . قال أبو حنيفة : التف الشجر بالمكان كثر وتضايق ، وهي حديقة لفة وشجر لف ، كلاهما بالفتح ، وقد لف يلف لفا . واللفيف : ضروب الشجر إذا التف واجتمع . وفي أرض بني فلان تلافيف من عشب أي نبات ملتف . قال الأصمعي : الألف الموضع الملتف الكثير الأهل ، وأنشد بيت ساعدة بن جؤية :


                                                          ومقامهن إذا حبسن بمأزم ضيق ألف     وصدهن الأخشب



                                                          التهذيب : اللف الشوابل من الجواري ، وهن السمان الطوال . واللف : [ ص: 218 ] الأكل . وفي حديث أم زرع وذواتها : قالت امرأة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف أي قمش وخلط من كل شيء ؛ قال أبو عبيد : اللف في المطعم الإكثار منه من التخليط من صنوفه لا يبقي منه شيئا . وطعام لفيف إذا كان مخلوطا من جنسين فصاعدا . ولفلف الرجل إذا استقصى الأكل والعلف . واللفف في الأكل : إكثار وتخليط ، وفي الكلام : ثقل وعي مع ضعف . ورجل ألف بين اللفف أي عيي بطيء الكلام إذا تكلم ملأ لسانه فمه ؛ قال الكميت :


                                                          ولاية سلغد ألف كأنه     من الرهق المخلوط بالنوك أثول



                                                          وقد لف لففا وهو ألف ، كذلك اللفلف واللفلاف ، وقد لفلف . أبو زيد : الألف العيي ، وقد لففت لففا ؛ وقال الأصمعي : هو الثقيل اللسان . الصحاح : الألف الرجل الثقيل البطيء . وقال المبرد : اللفف إدخال حرف في حرف . وباب من العربية يقال له اللفيف لاجتماع الحرفين المعتلين في ثلاثيه نحو دوي وحيي . ابن بري : اللفيف من الأفعال المعتل الفاء واللام كوقى وودى . الليث : اللفيف من الكلام كل كلمة فيها معتلان أو معتل ومضاعف ، قال : واللفف ما لففوا من هاهنا وهاهنا كما يلفف الرجل شهادة الزور . وألف الرجل رأسه إذا جعله تحت ثوبه ، وتلفف فلان في ثوبه والتف به وتلفلف به . وفي حديث أم زرع : وإن رقد التف أي إذا نام تلفف في ثوب ونام ناحية عني . واللفافة : ما يلف على الرجل وغيرها ، والجمع اللفائف . واللفيفة : لحم المتن الذي تحته العقب من البعير ؛ والشيء الملفف في البجاد وطب اللبن في قول الشاعر :


                                                          إذا ما مات ميت من تميم     وسرك أن يعيش فجئ بزاد
                                                          بخبز أو بسمن أو بتمر     أو الشيء الملفف في البجاد



                                                          قال ابن بري : يقال إن هذين البيتين لأبي المهوس الأسدي ، ويقال إنهما ليزيد بن عمرو بن الصعق ، قال : وهو الصحيح ؛ قال : وقال أوس بن غلفاء يرد على ابن الصعق :


                                                          فإنك ، في هجاء بني تميم     كمزداد الغرام إلى الغرام
                                                          وهم تركوك أسلح من حبارى     رأت صقرا ، وأشرد من نعام



                                                          وألف الطائر رأسه : جعله تحت جناحه ؛ قال أمية بن أبي الصلت :


                                                          ومنهم ملف رأسه في جناحه     يكاد لذكرى ربه يتفصد



                                                          الأزهري في ترجمة عمت : يقال فلان يعمت أقرانه إذا كان يقهرهم ويلفهم ، يقال ذلك في الحرب وجودة الرأي والعلم بأمر العدو وإثخانه ، ومن ذلك يقال للفائف الصوف عمت لأنها تعمت أي تلف ؛ قال الهذلي :


                                                          يلف طوائف الفرسا     ن وهو بلفهم أرب



                                                          وقوله تعالى : والتفت الساق بالساق ؛ إنه لف ساقي الميت في كفنه ، وقيل : إنه اتصال شدة الدنيا بشدة الآخرة . والميت يلف في أكفانه لفا إذا أدرج فيها . والألفان : عرقان يستبطنان العضدين ويفرد أحدهما من الآخر ؛ قال :


                                                          إن أنا لم أرو فشلت كفي     وانقطع العرق من الألف



                                                          ابن الأعرابي : اللفف أن يلتوي عرق في ساعد العامل فيعطله عن العمل . وقال غيره : الألف عرق يكون بين وظيف اليد وبين العجاية في باطن الوظيف ؛ وأنشد :


                                                          يا ريها إن لم تخني كفي     أو ينقطع عرق من الألف



                                                          وقال ابن الأعرابي في موضع آخر : لفلف الرجل إذا اضطرب ساعده من التواء عرق فيه ، وهو اللفف ؛ وأنشد :


                                                          الدلو دلوي إن نجت من اللجف     وإن نجا صاحبها من اللفف



                                                          واللفيف : حي من اليمن . ولفلف : اسم موضع ؛ قال القتال :


                                                          عفا لفلف من أهله فالمضيح     فليس به إلا الثعالب تضبح



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية