الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لمس

                                                          لمس : اللمس : الجس ، وقيل : اللمس المس باليد ، لمسه يلمسه ويلمسه لمسا ولامسه . وناقة لموس : شك في سنامها أبها طرق أم لا فلمس ، والجمع لمس . واللمس : كناية عن الجماع ، لمسها ويلمسها ولامسها ، وكذلك الملامسة . وفي التنزيل العزيز : ( أو لمستم النساء ) وقرئ : ( أو لامستم النساء ) ؛ وروي عن عبد بن عمر وابن مسعود أنهما قالا : القبلة من اللمس وفيها الوضوء . وكان ابن عباس يقول : اللمس واللماس والملامسة كناية عن الجماع ؛ ومما يستدل به على صحة قوله قول العرب في المرأة تزن بالفجور : هي لا ترد يد لامس ، وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : إن امرأتي لا ترد يد لامس ، فأمره بتطليقها أراد ؛ أنها لا ترد عن نفسها كل من أراد مراودتها عن نفسها . قال ابن الأثير : وقوله في سياق الحديث فاستمتع بها أي لا تمسكها إلا بقدر ما تقضي متعة النفس منها ومن وطرها ، وخاف النبي - صلى الله عليه وسلم - إن أوجب عليه طلاقها أن تتوق نفسه إليها فيقع في الحرام ، وقيل : معنى لا ترد يد لامس أنها تعطي من ماله من يطلب منها ، قال : وهذا أشبه ، قال أحمد : لم يكن ليأمره بإمساكها وهي تفجر . قال علي وابن مسعود رضي الله عنهما : إذا جاءكم الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فظنوا أنه الذي هو أهدى وأتقى . أبو عمرو : اللمس الجماع . واللميس : المرأة اللينة الملمس . وقال ابن الأعرابي : لمسته لمسا ولامسته ملامسة ، ويفرق بينهما فيقال : اللمس قد يكون مس الشيء بالشيء ويكون معرفة الشيء ، وإن لم يكن ثم مس لجوهر على جوهر ، والملامسة أكثر ما جاءت من اثنين . والالتماس : الطلب . والتلمس : التطلب مرة بعد أخرى . وفي الحديث : اقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يلمسان البصر ، وفي رواية : يلتمسان أي يخطفان ويطمسان ، وقيل : لمس عينه وسمل بمعنى واحد ، وقيل : أراد أنهما يقصدان البصر باللسع ، في الحيات نوع يسمى الناظر متى وقع نظره على عين إنسان مات من ساعته ، ونوع آخر إذا سمع إنسان صوته مات ؛ وقد جاء في حديث الخدري عن الشاب الأنصاري الذي طعن الحية برمحه فماتت ومات الشاب من ساعته . وفي الحديث : من سلك طريقا يلتمس فيه علما أي يطلبه ، فاستعار له اللمس . وحديث عائشة : فالتمست عقدي . والتمس الشيء وتلمسه : طلبه . الليث : اللمس باليد أن تطلب شيئا هاهنا وهاهنا ؛ ومنه قول لبيد :


                                                          يلمس الأحلاس في منزله بيديه كاليهودي المصل



                                                          والمتلمسة : من السمات ؛ يقال : كواه المتلمسة والمثلومة ، وكواه لماس إذا أصاب مكان دائه بالتلمس فوقع على داء الرجل أو على ما كان يكتم . والمتلمس : اسم شاعر ، سمي به لقوله :


                                                          فهذا أوان العرض جن ذبابه     زنابيره والأزرق المتلمس



                                                          يعني الذباب الأخضر . وإكاف ملموس الأحناء إذا لمست بالأيدي حتى تستوي ، وفي التهذيب : هو الذي قد أمر عليه اليد ونحت ما كان فيه من ارتفاع وأود . وبيع الملامسة : أن تشتري المتاع بأن تلمسه ولا تنظر إليه . وفي الحديث النهي عن الملامسة ؛ قال أبو عبيد : الملامسة أن يقول : إن لمست ثوبي أو لمست ثوبك أو إذا لمست المبيع فقد وجب البيع بيننا بكذا وكذا ؛ ويقال : هو أن يلمس المتاع من وراء الثوب ولا ينظر إليه ثم يوقع البيع عليه ، وهذا كله غرر وقد نهي عنه ولأنه تعليق أو عدول عن الصيغة الشرعية ، وقيل : معناه أن يجعل اللمس باليد قاطعا للخيار ويرجع ذلك إلى تعليق اللزوم وهو غير نافذ . واللماسة واللماسة : الحاجة المقاربة ؛ وقول الشاعر :


                                                          لسنا كأقوام إذا أزمت     فرح اللموس بثابت الفقر



                                                          اللموس : الدعي ؛ يقول : نحن وإن أزمت السنة أي عضت فلا يطمع الدعي فينا أن نزوجه ، وإن كان ذا مال كثير . ولميس : اسم امرأة . ولميس ولماس : اسمان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية