الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 233 ] لمظ

                                                          لمظ : التلمظ : والتمطق : التذوق . واللمظ والتلمظ : الأخذ باللسان ما يبقى في الفم بعد الأكل ، وقيل : هو تتبع الطعم والتذوق ، وقيل : هو تحريك اللسان في الفم بعد الأكل كأنه يتتبع بقية من الطعام بين أسنانه ، واسم ما بقي في الفم اللماظة . والتمطق بالشفتين : أن تضم إحداهما بالأخرى مع صوت يكون منهما ، ومنه ما يستعمله الكتبة في كتبهم في الديوان : لمظناهم شيئا يتلمظونه قبل حلول الوقت ، ويسمى ذلك اللماظة . واللماظة بالضم : ما يبقى في الفم من الطعام ؛ ومنه قول الشاعر يصف الدنيا :


                                                          لماظة أيام كأحلام نائم



                                                          وقد يستعار لبقية الشيء القليل

                                                          وأنشد : لماظة أيام . والإلماظ الطعن الضعيف ؛ قال رؤبة :


                                                          يحذيه طعنا لم يكن إلماظا



                                                          وما عندنا لماظ أي طعام يتلمظ . ويقال : لمظ فلانا لماظة أي شيئا يتلمظه . الجوهري : لمظ يلمظ ، بالضم ، لمظا إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه ، وكذلك التلمظ . وتلمظت الحية إذا أخرجت لسانها كتلمظ الأكل . وما ذقت لماظا ، بالفتح . وفي حديث التحنيك : فجعل الصبي يتلمظ أي يدير لسانه في فيه ويحركه يتتبع أثر التمر ، وليس لنا لماظ أي ما نذوقه فنتلمظ به . ولمظناه : ذوقناه ولمجناه . والتمظ الشيء : أكله . وملامظ الإنسان : ما حول شفتيه لأنه يذوق به . ولمظ الماء : ذاقه بطرف لسانه ، وشرب الماء لماظا : ذاقه بطرف لسانه . وألمظه : جعل الماء على شفته ؛ قال الراجز فاستعاره للطعن :


                                                          يحميه طعنا لم يكن إلماظا



                                                          أي يبالغ في الطعن لا يلمظهم إياه . واللمظ واللمظة : بياض في جحفلة الفرس السفلى من غير الغرة ، وكذلك إن سالت غرته حتى تدخل في فمه فيتلمظ بها فهي اللمظة ؛ والفرس ألمظ ، فإن كان في العليا فهو أرثم . فإذا ارتفع البياض إلى الأنف فهو رثمة ، والفرس أرثم ، وقد المظ الفرس إلمظاظا . ابن سيده : اللمظ شيء من البياض في جحفلة الدابة لا يجاوز مضمها ، وقيل : اللمظة البياض على الشفتين فقط . واللمظة : كالنكتة من البياض ، وفي قلبه لمظة أي نكتة . وفي الحديث : النفاق في القلب لمظة سوداء ، والإيمان لمظة بيضاء ، كلما ازداد ازدادت . وفي حديث علي كرم الله وجهه : الإيمان يبدو لمظة في القلب ، كلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة ؛ قال الأصمعي : قوله : لمظة مثل النكتة ونحوها من البياض ، ومنه قيل : فرس ألمظ إذا كان بجحفلته شيء من بياض . ولمظه من حقه شيئا ، ولمظه أي أعطاه . ويقال للمرأة : ألمظي نسجك أي أصفقيه . وألمظ البعير بذنبه إذا أدخله بين رجليه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية