الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لهد

                                                          لهد : ألهد الرجل : ظلم وجار . وألهد به : أزرى . وألهدت به إلهادا وأحضنت به إحضانا إذا أزريت به ؛ قال :


                                                          تعلم هداك الله أن ابن نوفل بنا ملهد لو يملك الضلع ضالع



                                                          والبعير اللهيد : الذي أصاب جنبه ضغطة من حمل ثقيل فأورثه داء أفسد عليه رئته ، فهو ملهود ؛ قال الكميت :


                                                          نطعم الجيأل اللهيد من الكو     م ولم ندع من يشيط الجزورا



                                                          واللهيد من الإبل : الذي لهد ظهره أو جنبه حمل ثقيل أي ضغطه أو شدخه فورم حتى صار دبرا ، وإذا لهد البعير أخلي ذلك الموضع من بدادي القتب كي لا يضغطه الحمل فيزداد فسادا ، وإذا لم يخل عنه تفتحت اللهدة فصارت دبرة . ولهده الحمل يلهده لهدا ، فهو ملهود ولهيد : أثقله وضغطه . واللهد : انفراج يصيب الإبل في صدورها من صدمة أو ضغط حمل ، وقيل : اللهد ورم في الفريصة من وعاء يلح على ظهر البعير فيرم . التهذيب : واللهد داء يأخذ الإبل في صدورها ، وأنشد :


                                                          تظلع من لهد بها ولهد



                                                          ولهد القوم دوابهم : جهدوها وأحرثوها ؛ قال جرير :


                                                          ولقد تركتك يا فرزدق خاسئا     لما كبوت لدى الرهان لهيدا



                                                          أي حسيرا . واللهد : داء يصيب الناس في أرجلهم وأفخاذهم وهو كالانفراج . واللهد : الضرب في الثديين وأصول الكتفين . ولهده يلهده لهدا ولهده : غمزه ؛ قال طرفة :


                                                          بطيء عن الجلى سريع إلى الخنى     ذلول بإجماع الرجال ملهد



                                                          الليث : اللهد الصدمة الشديدة في الصدر . ولهده لهدا أي دفعه لذله ، فهو ملهود ؛ وكذلك لهده ؛ قال طرفة وأنشد البيت :


                                                          ذلول بإجماع الرجال ملهد



                                                          أي مدفع ، وإنما شدد للتكثير . الهوازني : رجل ملهد أي مستضعف ذليل . ويقال : لهدت الرجل ألهده لهدا أي دفعته ، فهو ملهود . ورجل ملهد إذا كان يدفع تدفيعا من ذله . وفي حديث ابن عمر : لو لقيت قاتل أبي في الحرم ما لهدته أي ما دفعته ؛ واللهد : الدفع الشديد في الصدر ، ويروى : ما هدته أي حركته . وناقة لهيد : غمزها حملها فوثأها ؛ عن اللحياني . ولهد ما في الإناء يلهده لهدا : لحسه وأكله ؛ قال عدي :


                                                          ويلهدن ما أغنى الولي فلم يلث     كأن بحافات النهاء المزارعا



                                                          لم يلث : لم يبطئ أن ينبت . والنهاء : الغدر ، فشبه الرياض بحافاتها المزارع . وألهدت به إلهادا إذا أمسكت أحد الرجلين وخليت الآخر عليه وهو يقاتله . قال : فإن فطنت رجلا بمخاصمة صاحبه أو بما صاحبه يكلمه ولحنت له ولقنت حجته ، فقد ألهدت به ؛ وإذا فطنته بما صاحبه يكلمه قال : والله ما قلتها إلا أن تلهد علي أي تعين علي . واللهيدة : من أطعمة العرب . واللهيدة : [ ص: 243 ] الرخوة من العصائد ليست بحساء فتحسى ولا غليظة فتلتقم ، وهي التي تجاوز حد الحريقة والسخينة وتقصر عن العصيدة ؛ والسخينة : التي ارتفعت عن الحساء وثقلت أن تحسى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية