الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لوث

                                                          لوث : التهذيب ، ابن الأعرابي : اللوث الطي . واللوث : اللي . واللوث : الشر . واللوث : الجراحات . واللوث : المطالبات بالأحقاد . واللوث : تمريغ اللقمة في الإهالة . قال أبو منصور : واللوث عند الشافعي شبه الدلالة ، ولا يكون بينة تامة ؛ وفي حديث القسامة ذكر اللوث ، وهو أن يشهد شاهد واحد على إقرار المقتول قبل أن يموت أن فلانا قتلني ، أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما ، أو تهديد منه له ، أو نحو ذلك ، وهو من التلوث التلطخ ؛ يقال : لاثه في التراب ولوثه . ابن سيده : اللوث البطء في الأمر . لوث لوثا والتاث ، وهو ألوث . والتاث فلان في عمله أي أبطأ . واللوثة ، بالضم : الاسترخاء والبطء . وفي حديث أبي ذر : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التاثت راحلة أحدنا طعن بالسروة ، وهي نصل صغير ، وهو من اللوثة الاسترخاء والبطء . ورجل ذو لوثة : بطيء متمكث ذو ضعف . ورجل فيه لوثة أي استرخاء وحمق ، وهو رجل ألوث . ورجل ألوث : فيه استرخاء ، بين اللوث ؛ وديمة لوثاء . والمليث من الرجال : البطيء لسمنه . وسحابة لوثاء : بها بطء ؛ وإذا كان السحاب بطيئا ، كان أدوم لمطره ؛ قال الشاعر :


                                                          من لفح سارية لوثاء تهميم



                                                          قال الليث : اللوثاء التي تلوث النبات بعضه على بعض ، كما تلوث التبن بالقت ؛ وكذلك التلوث بالأمر . قال أبو منصور : السحابة اللوثاء البطيئة ، والذي قاله الليث في اللوثاء ليس بصحيح . الجوهري : وما لاث فلان أن غلب فلانا أي ما احتبس . والألوث : الأحمق ، كالأثول ؛ قال طفيل الغنوي :


                                                          إذا ما غزا لم يسقط الخوف رمحه     ولم يشهد الهيجا بألوث معصم



                                                          ابن الأعرابي : اللوث جمع الألوث ، وهو الأحمق الجبان ؛ وقال ثمامة بن المحبر السدوسي :


                                                          ألا رب ملتاث يجر كساءه     نفى عنه وجدان الرقين العرائما



                                                          يقول : رب أحمق نفى كثرة ماله أن يحمق ؛ أراد أنه أحمق قد زينه ماله ، وجعله عند عوام الناس عاقلا . واللوثة : مس جنون . ابن سيده : واللوثة كالألوث ؛ واللوثة واللوثة : الحمق والاسترخاء والضعف ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وقيل : هي ، بالضم ، الضعف ، وبالفتح ، القوة والشدة . وناقة ذات لوثة ولوث أي قوة ؛ وقيل : ناقة ذات لوثة أي كثيرة اللحم والشحم ؛ ويقال : ناقة ذات هوج .

                                                          واللوث ، بالفتح : القوة ؛ قال الأعشى :


                                                          بذات لوث عفرناة إذا عثرت     فالتعس أدنى لها من أن يقال لعا



                                                          قال ابن بري : صواب إنشاده : من أن أقول لعا ، قال : وكذا هو في شعره ، ومعنى ذلك أنها لا تعثر لقوتها ، فلو عثرت لقلت : تعست ! وقوله : بذات لوث متعلق بكلفت في بيت قبله ، وهو :


                                                          كلفت مجهولها نفسي وشايعني     همي عليها إذا ما آلها لمعا



                                                          الأزهري قال : أنشدني المازني :


                                                          فالتاث من بعد البزول عامين     فاشتد ناباه وغير النابين



                                                          قال : التاث افتعل من اللوث ، وهو القوة . واللوثة : الهيج . الأصمعي : اللوثة الحمقة ، واللوثة العزمة بالعقل . وقال ابن الأعرابي : اللوثة واللوثة بمعنى الحمقة ، فإن أردت عزمة العقل قلت : لوث أي حزم وقوة . وفي الحديث : أن رجلا كان به لوثة ، فكان يغبن في البيع ، أي ضعف في رأيه ، وتلجلج في كلامه . الليث : ناقة ذات لوث ، وهي الضخمة ، ولا يمنعها ذلك من السرعة . ورجل ذو لوث أي ذو قوة . ورجل فيه لوثة إذا كان فيه استرخاء ؛ قال العجاج يصف شاعرا غالبه فغلبه فقال :


                                                          وقد رأى دوني من تجهمي     أم الربيق والأريق المزنم
                                                          فلم يلث شيطانه تنهمي



                                                          يقول : رأى تجهمي دونه ما لا يستطيع أن يصل إلي أي رأى دوني داهية ، فلم يلث أي لم يلبث . تنهمي إياه أي انتهاري . والليث : الأسد ؛ زعم كراع أنه مشتق من اللوث الذي هو القوة ؛ قال ابن سيده : فإن كان ذلك ، فالياء منقلبة عن واو ، قال : وليس هذا بقوي لأن الياء ثابتة في جميع تصاريفه ، وسنذكره في الياء . والليث ، بالكسر : نبات ملتف ؛ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها . والألوث : البطيء الكلام ، الكليل اللسان ، والأنثى لوثاء ، والفعل كالفعل . ولاث الشيء لوثا : أداره مرتين كما تدار العمامة والإزار . ولاث العمامة على رأسه يلوثها لوثا أي عصبها ؛ وفي الحديث : فحللت من عمامتي لوثا أو لوثين أي لفة أو لفتين . وفي حديث : الأنبذة والأسقية التي تلاث على أفواهها أي تشد وتربط . وفي الحديث : أن امرأة من بني إسرائيل عمدت إلى قرن من قرونها فلاثته بالدهن أي أدارته ؛ وقيل : خلطته . وفي الحديث حديث ابن جزء : ويل للواثين الذين يلوثون مع البقر ! ارفع يا غلام ! ضع يا غلام ! قال ابن الأثير : قال الحربي : أظنه الذين يدار عليهم بألوان الطعام ، من اللوث ، وهو إدارة العمامة . وجاء رجل إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فوقف عليه ولاث لوثا من كلام ، فسأله عمر فذكر أن ضيفا نزل به فزنى بابنته ؛ ومعنى لاث أي لوى كلامه ولم يبينه ولم يشرحه ولم يصرح به . يقال : لاث بالشيء يلوث به إذا أطاف به . ولاث فلان عن حاجتي أي أبطأ بها ؛ قال ابن قتيبة : أصل اللوث الطي ؛ لثت العمامة [ ص: 250 ] ألوثها لوثا . أراد أنه تكلم بكلام مطوي ، لم يبينه للاستحياء حتى خلا به ؛ ولاث الرجل يلوث أي دار . وفلان يلوث بي . أي يلوذ بي . لاث يلوث لوثا : لزم ودار ، عن ابن الأعرابي : وأنشد :


                                                          تضحك ذات الطوق والرعاث     من عزب ليس بذي ملاث



                                                          أي ليس بذي دار يأوي إليها ولا أهل . ولاث الشجر والنبات ، فهو لائث ولاث ولاث : لبس بعضه بعضا وتنعم ؛ وكذلك الكلأ ، فأما لائث فعلى وجهه ، وأما لاث فقد يكون فعلا ، كبطر وفرق ، وقد يكون فاعلا ذهبت عينه . وأما لاث فمقلوب عن لائث ، من لاث يلوث ، فهو لائث ، ووزنه فالع ؛ قال :


                                                          لاث به الأشاء والعبري



                                                          وشجر ليث كلاث ، والتاث وألاث ، كلاث ؛ قد لاثه المطر ولوثه . واللائث واللاث من الشجر والنبات : ما قد التبس بعضه على بعض ، تقول العرب : نبات لائث ولاث ، على القلب ؛ وقال عدي :


                                                          ويأكلن ما أغنى الولي ولم يلث     كأن بحافات النهاء مزارعا



                                                          أي لم يجعله لائثا ؛ ويقال : لم يلث أي لم يلث بعضه على بعض ، من اللوث ، وهو اللي . وقال الثوري : ولم يلث لم يبطئ . أبو عبيد : لاث بمعنى لائث ، وهو الذي بعضه فوق بعض . وألوث الصليان : يبس ثم نبت فيه الرطب بعد ذلك ، وقد يكون في الضعة والهلتى والسحم ، ولا يكاد يقال في الثمام ، ولكن يقال فيه : بقل ، ولا يقال في العرفج : ألوث ، ولكن أدبى وامتعس زئبره . وديمة لوثاء : تلوث النبات بعضه على بعض . وكل ما خلطته ومرسته : فقد لثته ولوثته ، كما تلوث الطين بالتبن والجص بالرمل . ولوث ثيابه بالطين أي لطخها . ولوث الماء : كدره . الفراء : اللواث الدقيق الذي يذر على الخوان ، لئلا يلزق به العجين . وفي النوادر : رأيت لواثة ولويثة من الناس ، وهواشة أي جماعة ، وكذلك من سائر الحيوان . واللويثة على فعيلة : الجماعة من قبائل شتى . والالتياث : الاختلاط والالتفاف ؛ يقال : التاثت الخطوب ، والتاث برأس القلم شعرة ، وإن المجلس ليجمع لويثة من الناس أي أخلاطا ليسوا من قبيلة واحدة . وناقة ذات لوث أي لحم وسمن قد ليث بها . والملاث والملوث : السيد الشريف ؛ لأن الأمر يلاث به ويعصب أي تقرن به الأمور وتعقد ، وجمعه ملاوث . الكسائي : يقال للقوم الأشراف إنهم لملاوث أي يطاف بهم ويلاث ؛ وقال :


                                                          هلا بكيت ملاوثا     من آل عبد مناف



                                                          وملاويث أيضا فأما قول أبي ذؤيب الهذلي أنشده أبو يعقوب :


                                                          كانوا ملاويث فاحتاج الصديق لهم     فقد البلاد إذا ما تمحل المطرا



                                                          قال ابن سيده : إنما ألحق الياء تمام الجزء ، ولو تركه لغني عنه ؛ قال ابن بري : فقد مفعول من أجله أي احتاج الصديق لهم لما هلكوا ، كفقد البلاد المطر إذا أمحلت ، وكذلك الملاوثة ؛ وقال :


                                                          منعنا الرعل إذ سلمتموه     بفتيان ملاوثة جلاد



                                                          وفي الحديث : فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس أي اجتمعوا حوله ؛ يقال : لاث به يلوث وألاث ، بمعنى . واللثة : مغرز الأسنان ، من هذا الباب في قول بعضهم ؛ لأن اللحم ليث بأصولها . ولاث الوبر بالفلكة : أداره بها ؛ قال امرؤ القيس :


                                                          إذا طعنت به مالت عمامته     كما يلاث برأس الفلكة الوبر



                                                          ولاث به يلوث : كلاذ . وإنه لنعم الملاث للضيفان أي الملاذ ؛ وزعم يعقوب أن ثاء لاث هاهنا بدل من ذال لاذ ؛ يقال : هو يلوذ بي ويلوث . واللوث : فراخ النحل ، عن أبي حنيفة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية