الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ليث

                                                          ليث : الليث : الشدة والقوة . ورجل مليث : شديد العارضة ؛ وقيل : شديد قوي . والليث : الأسد ، والجمع ليوث . وإنه لبين اللياثة . والليث : الشجاع بين الليوثة ؛ قال ابن سيده : وأراه على التشبيه ، وكذلك الأليث . وتليث واستليث وليث : صار كالليث . ابن الأعرابي : الأليث الشجاع ، وجمعه ليث . وفي حديث ابنالزبير : أنه كان يواصل ثلاثا ثم يصبح ، وهو أليث أصحابه ؛ أي أشدهم وأجلدهم ، وبه سمي الأسد ليثا ، والليث : الأسد ، والجمع ليوث ؛ ويقال : يجمع الليث مليثة مثل مسيفة ومشيخة ؛ قال الهذلي :


                                                          وأدركت من خثيم ثم مليثة مثل الأسود على أكنافها اللبد



                                                          والليث في لغة هذيل : اللسن الجدل ؛ وقال عمرو بن بحر : الليث ضرب من العناكب ؛ قال : وليس شيء من الدواب مثله في الحذق والختل ، وصواب الوثبة والتسديد ، وسرعة الخطف والمداراة ، لا الكلب ولا عناق الأرض ، ولا الفهد ولا شيء من ذوات الأربع ، وإذا عاين الذباب ساقطا لطأ بالأرض ، وسكن جوارحه ثم جمع نفسه وأخر الوثب إلى وقت الغرة ، وترى منه شيئا لم تره في فهد وإن كان موصوفا بالختل للصيد . ولايثه : زايله مزايلة الليث . والليث : العنكبوت ؛ وقيل : الذي يأخذ الذباب ، وهو أصغر من العنكبوت . ولايثت فلانا : زاولته مزاولة ؛ قال الشاعر :


                                                          شكس إذا لايثته ليثي



                                                          ويقال : لايثه أي عامله معاملة الليث ، أو فاخره بالشبه بالليث . وقولهم : إنه لأشجع من ليث عفرين ، قال أبو عمرو : هو الأسد ، وقال الأصمعي : هو دابة مثل الحرباء تتعرض للراكب ، نسب إلى عفرين : اسم بلد ؛ قال الشاعر :


                                                          فلا تعذلي في حندج إن حندجا     وليث عفرين علي سواء



                                                          وليث عفرين مذكور في موضعه . وأليث [ سخبرها يعني ] : اشتعل ورقا ، وقيل : أخرج زهره . والليث : أن يكون في الأرض يبيس فيصيبه مطر فينبت ، فيكون نصفه أخضر ونصفه أصفر . ومكان مليث وملوث وكذلك الرأس إذا كان بعض شعره أسود وبعضه أبيض . والليث ، بالكسر : نبات ملتف ، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها ، وقد تقدم . والليث : واد معروف بالحجاز . وبنو ليث : بطن ؛ وفي التهذيب : حي من كنانة . وتليث فلان وليث وليث : صار ليثي الهوى والعصبية ؛ قال رؤبة :


                                                          دونك مدحا من أخ مليث     عنك بما أوليت في تأثث



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية