الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تأق ]

                                                          تأق : التأق : شدة الامتلاء . ابن سيده : تئق السقاء يتأق تأقا ، فهو تئق : امتلأ ، وأتأقه هو إتآقا . وفي حديث علي : أتأق الحياض بمواتحه ، وقال النابغة :


                                                          ينضحن نضح المزاد الوفر أتأقها شد الرواة بماء ، غير مشروب .



                                                          ماء غير مشروب : يعني العرق ، أراد ينضحن بماء غير مشروب نضح المزاد الوفر . ورجل تئق : ملآن غيظا أو حزنا أو سرورا ، وقيل : هو الضيق الخلق ، وقيل : تئق إذا امتلأ حزنا وكاد يبكي . أبو عمرو : التأقة شدة الغضب والسرعة إلى الشر ، والمأق شدة البكاء . ومهر تئق : سريع . وأتأق القوس : شد نزعها وأغرق فيها السهم . وفرس تئق : نشيط ممتلئ جريا ، أنشد ابن الأعرابي :


                                                          وأريحيا عضبا وذا خصل     مخلولق المتن سابحا تئقا .



                                                          أريحي : منسوب إلى أريح ، أرض باليمن ، إياها عنى الهذلي بقوله :


                                                          فلوت عنه سيوف أريح ، إذ     باء بكفي ، فلم أكد أجد .



                                                          وقد تئق تأقا ، وتئق الصبي وغيره تأقا وتأقة ، عن اللحياني ، فهو تئق إذا أخذه شبه الفواق عند البكاء . ومن كلام أم تأبط شرا أو غيرها : ولا أبته تئقا . أبو عمرو : التأقة ، بالتحريك ، شدة الغضب والسرعة إلى الشر ، وهو يتأق وبه تأقة ، وفي مثل للعرب : أنت تئق وأنا مئق فكيف نتفق ؟ قال اللحياني : قيل : معناه أنت ضيق وأنا خفيف فكيف نتفق ، قال : وقال بعضهم : أنت سريع الغضب وأنا سريع البكاء فكيف نتفق ، وقال أعرابي من عامر : أنت غضبان وأنا غضبان فكيف نتفق ؟ الأصمعي : في هذا المثل تقول العرب : أنا تئق وأخي مئق فكيف نتفق ، يقول : أنا ممتلئ من الغيظ والحزن وأخي سريع البكاء فلا يقع بيننا وفاق . وقال الأصمعي : التئق السريع إلى الشر والمئق السريع البكاء ، ويقال : الممتلئ من الغضب ، وقال الأصمعي : هو الحديد ، قال عدي بن زيد يصف كلبا :


                                                          أصمع الكعبين مهضوم الحشا     سرطم اللحيين معاج تئق .



                                                          والمتأق أيضا : الحاد ، قال زهير بن مسعود الضبي يصف فرسا :


                                                          ضافي السبيب أسيل الخد مشترف [ ص: 208 ]     حابي الضلوع شديد أسره تئق .



                                                          الأصمعي : وتئق الرجل إذا امتلأ غضبا وغيظا ، ومئق إذا أخذه شبه الفواق عند البكاء قبل أن يبكي ، وقال الأصمعي في قول رؤبة :


                                                          كأنما عولتها ، من التأق     عولة ثكلى ولولت بعد المأق .



                                                          والمأق : نشيج البكاء أيضا ، والتأق : الامتلاء . والمأق : نشيج البكاء الذي كأنه نفس يقلعه من صدره . وقال أبو الجراح : التئق الملآن شبعا وريا ، والمئق الغضبان ، وقيل : التئق هنا الممتلئ حزنا ، وقيل : النشيط ، وقيل : السيئ الخلق . وفي حديث السراط : فيمر الرجل كشد الفرس التئق الجواد أي : الممتلئ نشاطا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية