الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مجل

                                                          مجل : مجلت يده ، بالكسر ، ومجلت تمجل وتمجل مجلا ; ومجلا ومجولا لغتان : نفطت من العمل فمرنت وصلبت وثخن جلدها وتعجر وظهر فيها ما يشبه البشر من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة ، وفي حديث فاطمة : أنها شكت إلى علي - عليهما السلام - مجل يديها من الطحن ، وفي حديث حذيفة : فيظل أثرها مثل أثر المجل . وأمجلها العمل وكذلك الحافر إذا نكبته الحجارة فرهصته [ ص: 25 ] ثم برئ فصلب واشتد ، وأنشد لرؤبة :


                                                          رهصا ماجلا



                                                          والمجل : أثر العمل في الكف يعالج بها الإنسان الشيء حتى يغلظ جلدها ، وأنشد غيره :


                                                          قد مجلت كفاه بعد لين     وهمتا بالصبر والمرون

                                                          وفي الحديث : أن جبريل نقر رأس رجل من المستهزئين فتمجل رأسه قيحا ودما أي امتلأ ، وقيل : المجل أن يكون بين الجلد واللحم ماء . والمجلة : قشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من أثر العمل ، والجمع مجل ومجال . والمجل : أن يصيب الجلد نار أو مشقة فيتنفط ويمتلئ ماء . والرهص الماجل : الذي فيه ماء فإذا بزغ خرج منه الماء ، ومن هذا قيل لمستنقع الماء ماجل ; هكذا رواه ثعلب عن ابن الأعرابي ، بكسر الجيم غير مهموز ، وأما أبو عبيد فإنه روى عن أبي عمرو المأجل ، بفتح الجيم وهمزة قبلها ، قال : وهو مثل الجيئة وجمعه مآجل ، وقال رؤبة :


                                                          وأخلف الوقطان والمآجلا



                                                          وفي حديث أبي واقد : كنا نتماقل في ماجل أو صهريج ، الماجل : الماء الكثير المجتمع ، قال ابن الأثير : قاله ابن الأعرابي بكسر الجيم غير مهموز ، وقال الأزهري : هو بالفتح والهمز ، وقيل : إن ميمه زائدة وهو من باب أجل ، وقيل : هو معرب ، التماقل : التغاوص في الماء . وجاءت الإبل كأنها المجل من الري أي ممتلئة رواء كامتلاء المجل ، وذلك أعظم ما يكون من ريها . والمجل : انفتاق من العصبة التي في أسفل عرقوب الفرس ، وهو من حادث عيوب الخيل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية