الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8828 ) مسألة ; قال : وإذا عجز المكاتب ، ورد في الرق ، وكان قد تصدق عليه بشيء ، فهو لسيده وجملته أن المكاتب إذا عجز ، وفي يده مال ، ورد في الرق ، فهو لسيده ، سواء كان من كسبه ، أو من صدقة . تطوع ، أو وصية . وما كان من صدقة مفروضة ففيه روايتان ; إحداهما ، هو لسيده . وهو قول أبي حنيفة . وقال عطاء : يجعله في السبيل أحب إلي ، وإن أمسكه فلا بأس .

                                                                                                                                            والرواية الثانية ، يؤخذ ما بقي في يده ، فيجعل في المكاتبين . نقلها حنبل . وهو قول شريح ، والنخعي ، والثوري . واختار أبو بكر والقاضي ، أنه يرد إلى أربابه . وهو قول إسحاق ; لأنه إنما دفع إليه ليصرف في العتق ، فإذا لم يصرف فيه ، وجب رده ، كالغازي والغارم وابن السبيل .

                                                                                                                                            ولنا أن ابن عمر رد مكاتبا في الرق ، فأمسك ما أخذه منه . ولأنه يأخذ لحاجته ، فلم يرد ما أخذه ، كالفقير والمسكين ، وأما الغازي ، فإنه يأخذ لحاجتنا إليه ، بقدر ما يكفيه لغزوه ، وأما الغارم ، فإن غرم لإصلاح ذات البين ، فهو كالغازي ، يأخذ لحاجتنا ، وإن غرم لمصلحة نفسه ، فهو كمسألتنا ، لا يرده .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية