الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مذي

                                                          مذي : المذي ، بالتسكين : ما يخرج عند الملاعبة والتقبيل ، وفيه الوضوء . مذى الرجل والفحل ، بالفتح ، مذيا وأمذى ، بالألف ، مثله وهو أرق ما يكون من النطفة ، والاسم المذي والمذي ، والتخفيف أعلى . التهذيب : وهو المذي والمذى مثل العمى . ويقال : مذى وأمذى ومذى ، قال : والأول أفصحها . وفي حديث علي - عليه السلام - : كنت رجلا مذاء فاستحيت أن أسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرت المقداد فسأله فقال فيه الوضوء ، مذاء أي كثير المذي . قال ابن الأثير : المذي ، بسكون الذال مخفف الياء ، البلل اللزج الذي يخرج من الذكر عند ملاعبة النساء ولا يجب فيه الغسل ، وهو نجس يجب غسله وينقض الوضوء ، والمذاء فعال للمبالغة في كثرة المذي ، من مذى يمذي لا من أمذى ، وهو الذي يكثر مذيه . الأموي : هو المذي ، مشدد ، وبعض يخفف . وحكى الجوهري عن الأصمعي : المذي والودي والمني مشددات . وقال أبو عبيدة : المني وحده مشدد ، والمذي والودي مخففان ، والمذي أرق ما يكون من النطفة . وقال علي بن حمزة : المذي ، مشدد ، اسم الماء والتخفيف مصدر مذى . يقال : كل ذكر يمذي وكل أنثى تقذي ، وأنشد ابن بري للأخطل :


                                                          تمذي إذا سخنت في قبل أذرعها وتدرئم إذا ما بلها المطر

                                                          والمذي : الماء الذي يخرج من صنبور الحوض . ابن بري : المذي أيضا مسيل الماء من الحوض ، قال الراجز :


                                                          لما رآها ترشف المذيا     ضج العسيف واشتكى الونيا



                                                          والمذية : أم بعض شعراء العرب يعير بها . وأمذى شرابه : زاد في مزاجه حتى رق جدا . ومذيت فرسي وأمذيته ومذيته : أرسلته يرعى . والمذاء : أن تجمع بين رجال ونساء وتتركهم يلاعب بعضهم بعضا . والمذاء : المماذاة . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : الغيرة من الإيمان والمذاء من النفاق ، وهو الجمع بين الرجال والنساء للزنى ، سمي مذاء لأن بعضهم يماذي بعضا مذاء . قال أبو عبيد : المذاء أن يدخل الرجل الرجال على أهله ثم يخليهم يماذي بعضهم بعضا ، وهو مأخوذ من المذي ، يعني يجمع بين الرجال والنساء ثم يخليهم يماذي [ ص: 44 ] بعضهم بعضا مذاء . ابن الأعرابي : أمذى الرجل وماذى إذا قاد على أهله ، مأخوذ من المذي ، وقيل : هو من أمذيت فرسي ومذيته إذا أرسلته يرعى ، وأمذى إذا أشهد . قال أبو سعيد فيما جاء في الحديث : هو المذاء ، بفتح الميم ، كأنه من اللين والرخاوة ، من أمذيت الشراب إذا أكثرت مزاجه فذهبت شدته وحدته ، ويروى المذال ، باللام ، وهو مذكور في موضعه . والمذاء : الدياثة ، والديوث : الذي يديث نفسه على أهله فلا يبالي ما ينال منهم ، يقال : داث يديث إذا فعل ذلك ، يقال : إنه لديوث بين المذاء ، قال : وليس من المذي الذي يخرج من الذكر عند الشهوة . قال أبو منصور : كأنه من مذيت فرسي . ابن الأنباري : الودي الذي يخرج من ذكر الرجل بعد البول إذا كان قد جامع قبل ذلك أو نظر ، يقال : ودى يدي وأودى يودي ، والأول أجود . والمذي : ما يخرج من ذكر الرجل عند النظر . يقال : مذى يمذي وأمذى يمذي ، والأول أجود . والماذي : العسل الأبيض . والماذية : الخمرة السهلة السلسة ، شبهت بالعسل ، ويقال : سميت ماذية للينها . يقال : عسل ماذي إذا كان لينا ، وسميت الخمر سخامية للينها أيضا ، ويقال : شعر سخام إذا كان لينا . الأصمعي : الماذية السهلة اللينة ، وتسمى الخمر ماذية لسهولتها في الحلق . والمذى : المرايا ، واحدتها مذية ، وتجمع مذيا ومذيات ومذى ومذاء ، وقال أبو كبير الهذلي في المذية فجعلها على فعيلة :


                                                          وبياض وجهك لم تحل أسراره     مثل المذية ، أو كشنف الأنضر

                                                          قال في تفسير المذية : المرآة ، ويروى : مثل الوذيلة . وأمذى الرجل إذا تجر في المذاء ، وهي المرائي . والمذية : المرآة المجلوة . والماذية من الدروع : البيضاء . ودرع ماذية : سهلة لينة ، وقيل : بيضاء . والماذي : السلاح كله من الحديد . قال ابن شميل وأبو خيرة : الماذي . الحديد كله الدرع والمغفر والسلاح أجمع ، ما كان من حديد فهو ماذي ، قال عنترة :


                                                          يمشون ، والماذي فوق رءوسهم     يتوقدون توقد النجم

                                                          ويقال : الماذي خالص الحديد وجيده . قال ابن سيده : وقضينا على ما لم تظهر ياؤه من هذا الباب بالياء لكونها لاما مع عدم م ذ و ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية