الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب اتباع سنن اليهود والنصارى

                                                                                                                2669 حدثني سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم قلنا يا رسول الله آليهود والنصارى قال فمن وحدثنا عدة من أصحابنا عن سعيد بن أبي مريم أخبرنا أبو غسان وهو محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد نحوه قال أبو إسحق إبراهيم بن محمد حدثنا محمد بن يحيى حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار وذكر الحديث نحوه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع إلخ ) السنن بفتح السين والنون وهو الطريق ، والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم ، والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات ، لا في الكفر . وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                [ ص: 168 ] قوله : ( حدثني عدة من أصحابنا عن سعيد بن أبي مريم ) قال المازري : هذا من الأحاديث المقطوعة في مسلم ، وهي أربعة عشر ، هذا آخرها . قال القاضي : قلد المازري أبا علي الغساني الجياني في تسميته هذا مقطوعا ، وهي تسمية باطلة ، وإنما المقطوع عندهم الموقوف على التابعي فمن بعده قولا له أو فعلا أو نحوه . وكيف كان فمتن الحديث المذكور صحيح متصل بالطريق الأول ، وإنما ذكر الثاني متابعة ، وقد سبق أن المتابعة يحتمل فيها ما لا يحتمل في الأصول ، وقد وقع في كثير من النسخ هنا اتصال هذا الطريق الثاني من جهة أبي إسحاق : حدثني محمد بن يحيى قال : حدثنا ابن أبي مريم فذكره بإسناده إلى آخره فاتصلت الرواية . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية