الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مرع

                                                          مرع : المرع : الكلأ ، والجمع أمرع وأمراع مثل يمن وأيمن وأيمان ، قال أبو ذؤيب يعني عض السنين المجدبة :


                                                          أكل الجميم وطاوعته سمحج مثل القناة ، وأزعلته الأمرع

                                                          ذكر الجوهري في هذا الفصل : المريع الخصيب ، والجمع أمرع وأمراع ، قال ابن بري : لا يصح أن يجمع مريع على أمرع ; لأن فعيلا لا يجمع على أفعل إلا إذا كان مؤنثا نحو يمين وأيمن ، وأما أمرع في بيت أبي ذؤيب فهو جمع مرع وهو الكلأ ، قال أعرابي : أتت علينا أعوام أمرع إذا كانت خصبة . ومرع المكان والوادي مرعا ومراعة ومرع مرعا وأمرع كله : أخصب وأكلأ ، وقيل لم يأت مرع ويجوز مرع . ومرع الرجل إذا وقع في خصب ، ومرع إذا تنعم . ومكان مرع ومريع : خصيب ممرع ناجع ، قال الأعشى :

                                                          [ ص: 59 ]

                                                          سلس مقلده أسي     ل خده مرع جنابه

                                                          وأمرع القوم : أصابوا الكلأ فأخصبوا . وفي المثل : أمرعت فانزل ، وأنشد ابن بري :


                                                          بما شئت من خز وأمرعت فانزل



                                                          ويقال للقوم ممرعون إذا كانت مواشيهم في خصب . وأرض أمروعة أي خصيبة . ابن شميل : الممرعة الأرض المعشبة المكلئة . وقد أمرعت الأرض إذا شبع غنمها وأمرعت إذا أكلأت في الشجر والبقل ، ولا يزال يقال لها ممرعة ما دامت مكلئة من الربيع واليبيس . وأمرعت الأرض إذا أعشبت . وغيث مريع وممراع : تمرع عنه الأرض . وفي حديث الاستسقاء : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا فقال : " اللهم اسقنا غيثا مريئا مريعا مربعا " ، المريع : ذو المراعة والخصب . يقال : أمرع الوادي إذا أخصب ، قال ابن مقبل :


                                                          وغيث مريع لم يجدع نباته



                                                          أي لم ينقطع عنه المطر فيجدع كما يجدع الصبي إذا لم يرو من اللبن ; فيسوء غذاؤه ويهزل . ومماريع الأرض : مكارمها ، قال : أعني بمكارمها التي هي جمع مكرمة ; حكاه أبو حنيفة ولم يذكر لها واحدا . ورجل مريع الجناب : كثير الخير على المثل . وأمرعت الأرض : شبع مالها كله ، قال :


                                                          أمرعت الأرض لو أن مالا     لو أن نوقا لك أو جمالا



                                                          أو ثلة من غنم إمالا



                                                          والمرع : طير صغار لا يظهر إلا في المطر شبيه بالدراجة ، واحدته مرعة مثل همزة مثل رطب ورطبة ، قال سيبويه : ليس المرع تكسير مرعة إنما هو من باب تمرة وتمر ; لأن فعلة لا تكسر لقلتها في كلامهم ; ألا تراهم قالوا : هذا المرع فذكروا فلو كان كالغرف لأنثوا . ابن الأعرابي : المرعة طائر طويل وجمعها مرع ، وأنشد لمليح :


                                                          سقى جارتي سعدى وسعدى ورهطها     وحيث التقى شرق بسعدى ومغرب
                                                          بذي هيدب أيما الربا تحت ودقه     فتروى وأيما كل واد فيرعب
                                                          له مرع يخرجن من تحت ودقه     من الماء جون ريشها يتصبب

                                                          قال أبو عمرو : المرعة طائر أبيض حسن اللون طيب الطعم في قدر السمانى . وفي حديث ابن عباس : أنه سئل عن السلوى فقال : هي المرعة ، قال ابن الأثير : هو طائر أبيض حسن اللون طويل الرجلين بقدر السمانى ، قال : إنه يقع في المطر من السماء . ومارعة : ملك في الدهر الأول . وبنو مارعة : بطن يقال لهم الموارع . ومروع : أرض ، قال رؤبة :


                                                          في جوف أجنى من حفافى مروعا



                                                          وأمرع رأسه بدهن أي أكثر منه وأوسعه ، يقال : أمرع رأسك وامرعه أي أكثر منه ، قال رؤبة :


                                                          كغصن بان عوده سرعرع     كأن وردا من دهان يمرع
                                                          لوني ، ولو هبت عقيم تسفع



                                                          يقول كأن لونه يعلى بالدهن لصفائه . ابن الأعرابي : أمرع المكان لا غير . ومرع رأسه بالدهن إذا مسحه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية