الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مرق

                                                          مرق : المرق الذي يؤتدم به : معروف ، واحدته مرقة ، والمرقة أخص منه . ومرق القدر يمرقها ويمرقها مرقا وأمرقها يمرقها إمراقا : أكثر مرقها . الفراء : سمعت بعض العرب يقول أطعمنا فلان مرقة مرقين يريد اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء ، وكذا قال ابن الأعرابي . ومرقت البيضة مرقا ومذرت مذرا إذا فسدت فصارت ماء . وفي حديث علي : إن من البيض ما يكون مارقا ، أي فاسدا . وقد مرقت البيضة إذا فسدت . ومرق الصوف والشعر يمرقه مرقا : نتفه . والمراقة ، بالضم : ما انتتف منهما ، وخص بعضهم به ما ينتتف من الجلد المعطون إذا دفن ليسترخي ، وربما قيل لما تنتفه من الكلأ القليل لبعيرك مراقة ، وقال اللحياني : وكذلك الشيء يسقط من الشيء والشيء يفنى منه فيبقى منه الشيء . وفي الحديث : أن امرأة قالت : يا رسول الله ، إن بنتا لي عروسا تمرق شعرها ، وفي حديث آخر : مرضت فامرق شعرها . يقال : مرق شعره وتمرق وامرق إذا انتثر وتساقط من مرض أو غيره . والمرقة : الصوفة أول ما تنتف ، وقيل : هو ما يبقى في الجلد من اللحم إذا سلخ ، وقيل : هو الجلد إذا دبغ . والمرق ، بالتسكين : الإهاب المنتن . تقول مرقت الإهاب أي نتفت عن الجلد المعطون صوفه . وأمرق الجلد أي حان له أن ينتف . ويقال : أنتن من مرقات الغنم ، الواحدة مرقة ، وقال الحارث بن خالد :


                                                          ساكنات العقيق أشهى إلى القل ب من الساكنات دور دمشق     يتضوعن لو تضمخن بالمس
                                                          ك ضماخا كأنه ريح مرق

                                                          قال ابن الأعرابي : المرق صوف العجاف والمرضى ، وأما ما أنشده ابن الأعرابي من البيت الأخير من قوله : كأنه ريح مرق ففسره هو بأنه جمع المرقة التي هي من صوف المهازيل والمرضى ، وقد يجوز أن يكون يعني به الصوف أول ما ينتف لأنه حينئذ منتن . تقول العرب : أنتن من مرقات الغنم فيكون المرق على هذا واحدا لا جمع مرقة ، ويكون من المذكر المجموع بالتاء ، وقد يكون يعني به الجلد الذي يدفن ليسترخي . وأمرق الشعر : حان له أن يمرق . ابن الأعرابي : المرق الطعن بالعجلة . والمرق : الذئاب الممعطة . والمرق : الصوف المنفش . يقال : أعطني مرقة أي صوفة . والمرق : الإهاب الذي عطن في الدباغ وترك حتى أنتن وامرط عنه صوفه ، ومرقت الإهاب مرقا فامرق امراقا ، والمراقة والمراطة : ما سقط من الشعر . والمراقة من النبات : ما يشبع المال ، وقال أبو حنيفة : هو الكلأ الضعيف القليل . ومرقت النخلة وأمرقت ، وهي ممرق : سقط حملها بعدما كبر ، والاسم المرق . ومرق السهم من الرمية يمرق مرقا ومروقا : خرج من الجانب الآخر . وفي الحديث وذكر الخوارج : يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه كما يخرق السهم المرمي به ويخرج منه . وفي حديث علي - عليه السلام - : أمرت بقتال المارقين ، يعني الخوارج ، وأمرقت السهم إمراقا ، ومنه سميت الخوارج مارقة ، وقد أمرقه هو . والمروق : الخروج من شيء من غير مدخله . والمارقة : الذين مرقوا من الدين لغلوهم فيه . والمروق : سرعة الخروج من الشيء ، مرق الرجل من دينه ومرق من بيته ، وقيل المروق أن ينفذ السهم الرمية فيخرج طرفه من الجانب الآخر وسائره في جوفها . والامتراق : سرعة المرق . وامترق وامرق الولد من بطن أمه وامترقت الحمامة من وكرها : خرجت . ومرق في الأرض مروقا : ذهب . ومرق الطائر مرقا : ذرق . والمرق والمرق ; الأخيرة عن أبي حنيفة عن الأعراب : سفا السنبل ، والجمع أمراق . والتمريق : الغناء ، وقيل : هو رفع الصوت به ، قال :


                                                          ذهبت معد بالعلاء ونهشل     من بين تالي شعره وممرق

                                                          والمرق ، بالسكون : غناء الإماء والسفلة ، وهو اسم . والممرق أيضا من الغناء : الذي تغنيه السفلة والإماء . ويقال للمغني نفسه الممرق ، وقد مرق يمرق تمريقا إذا غنى . وحكى ابن الأعرابي : مرق بالغناء ، وأنشد :


                                                          أفي كل عام أنت مهدي قصيدة     يمرق مذعور بها فالنهابل
                                                          ؟ فإن كنت فاتتك العلى ، يا ابن ديسق     فدعها ، ولكن لا تفتك الأسافل

                                                          ! قال ابن بري : قال ابن خالويه ليس أحد فسر التمريق إلا أبو عمرو الزاهد ، قال : هو غناء السفلة والساسة ، والنصب غناء الركبان . وفي الحديث ذكر الممرق ، هو المغني . واهتلب السيف من غمده وامترقه واختلطه واعتقه إذا استله . ويقال للذي يبدي عورته : امرق يمرق . وامرق الرجل : بدت عورته . وقولهم في المثل : رويد الغزو ينمرق ، وأصله أن امرأة كانت تغزو فحبلت فذكر لها الغزو ، فقالت : رويد الغزو ينمرق أي أمهلوا الغزو حتى يخرج الولد ، قال ابن بري : وقال المفضل هي رقاش الكنانية ، وجمع المارق مراق ، قال حميد الأرقط :

                                                          ما فتئت مراق أهل المصرين سقط عمان ، ولصوص الجفين وقال أبو حنيفة : الممرق اللحم الذي فيه سمن قليل . ومرق حب العنب يمرق مروقا : انتشر من ريح أو غيره ; هذه عن أبي حنيفة . والمريق : حب العصفر ، وفي التهذيب : شحم العصفر ، وبعضهم يقول هي عربية محضة ، وبعض يقول ليست بعربية . قال ابن سيده : المريق حب العصفر ، قال : وقال سيبويه حكاه أبو الخطاب عن العرب ، قال أبو العباس : هو أعجمي ، وقد غلط أبو العباس لأن سيبويه يحكيه عن العرب ، فكيف يكون عجميا ؟ وثوب ممرق : صبغ بالمريق ، وتمرق الثوب : قبل ذلك ، وأنشد الباهلي :


                                                          يا ليتني لك مئزر متمرق     بالزعفران ، لبسته أياما

                                                          ! قوله متمرق : مصبوغ بالعصفر ، وقال بالزعفران ضرورة ، وكان حقه أن يقول بالعصفر . ورجل ممراق : دخال في الأمور . والمارق : العلم [ ص: 61 ] النافذ في كل شيء لا يتعوج فيه . ومرقا الأنف : حرفاه . قال ثعلب : كذا رواه ابن الأعرابي بالتخفيف ، والصواب عنده مرقا الأنف . وفي الحديث ذكر مرق ، بفتح الميم والراء ، وقد تسكن ، بئر مرق بالمدينة لها ذكر في حديث أول الهجرة . والمرق أيضا : آفة تصيب الزرع . وفي الحديث : أنه اطلى حتى بلغ المراق ; هو ، بتشديد القاف ، ما رق من أسفل البطن ولان لا واحد له ، وميمه زائدة ، وقد تقدم في الراء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية