الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مزن

                                                          مزن : المزن : الإسراع في طلب الحاجة . مزن يمزن مزنا ومزونا وتمزن : مضى لوجهه وذهب . ويقال : هذا يوم مزن : إذا كان يوم فرار من العدو . التهذيب : قطرب التمزن التظرف ، وأنشد :


                                                          بعد ارقداد العزب الجموح في الجهل والتمزن الربيح

                                                          قال أبو منصور : التمزن عندي هاهنا تفعل من مزن في الأرض : إذا ذهب فيها ، كما يقال فلان شاطر وفلان عيار ، قال رؤبة :


                                                          وكن بعد الضرح والتمزن     ينقعن بالعذب مشاش السنسن

                                                          قال : هو من المزون وهو البعد . وتمزن على أصحابه : تفضل وأظهر أكثر مما عنده ، وقيل التمزن أن ترى لنفسك فضلا على غيرك ولست هناك ، قال ركاض الدبيري :


                                                          يا عرو ، إن تكذب علي تمزنا     بما لم يكن ، فاكذب فلست بكاذب

                                                          قال المبرد : مزنت الرجل تمزينا : إذا قرظته من ورائه عند خليفة أو وال . ومزنه مزنا : مدحه . والمزن : السحاب عامة ، وقيل : السحاب ذو الماء ، واحدته مزنة ، وقيل : المزنة السحابة البيضاء ، والجمع مزن ، والبرد حب المزن ، وتكرر في الحديث ذكر المزن . قال ابن الأثير : المزن وهو الغيم والسحاب ، واحدته مزنة ، ومزينة تصغير مزنة وهي السحابة البيضاء ، قال : ويكون تصغير مزنة . يقال : مزن في الأرض مزنة واحدة أي سار عقبة واحدة ، وما أحسن مزنته ، وهو الاسم مثل حسوة وحسوة . والمزنة : المطرة ، قال أوس بن حجر :


                                                          ألم تر أن الله أنزل مزنة     وعفر الظباء في الكناس تقمع ؟

                                                          وابن مزنة الهلال ؛ حكي ذلك عن ثعلب ، وأنشد الجوهري لعمرو بن قميئة :


                                                          كأن ابن مزنتها جانحا     فسيط لدى الأفق من خنصر

                                                          ومزن : اسم امرأة وهو من ذلك . والمازن : بيض النمل ، وأنشد :


                                                          وترى الذنين على مراسنهم     يوم الهياج ، كمازن الجثل

                                                          ومازن ومزينة : حيان ، وقيل : مازن أبو قبيلة من تميم ، وهو مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، ومازن في بني صعصعة بن معاوية ، ومازن في بني شيبان ، وقولهم : ماز رأسك والسيف ، إنما هو ترخيم مازن اسم رجل ؛ لأنه لو كان صفة لم يجز ترخيمه ، وكان قد قتله بجير وقال له هذا القول ، ثم كثر استعمالهم له فقالوه لكل من أرادوا قتله يريدون به مد عنقك . ومزون : اسم من أسماء عمان 72 بالفارسية ، أنشد ابن الأعرابي :


                                                          فأصبح العبد المزوني عثر

                                                          الجوهري : كانت العرب تسمي عمان المزون ، قال الكميت :

                                                          فأما الأزد ، أزد أبي سعيد ، فأكره أن أسميها المزونا قال الجوهري : وهو أبو سعيد المهلب المزوني أي أكره أن أنسبه إلى المزون ، وهي أرض عمان ، يقول : هم من مضر . وقال أبو عبيدة : يعني بالمزون الملاحين وكان أردشير بابكان جعل الأزد ملاحين بشحر عمان قبل الإسلام بستمائة سنة . قال ابن بري : أزد أبي سعيد هم أزد عمان ، وهم رهط المهلب بن أبي صفرة . والمزون : قرية من قرى عمان يسكنها اليهود والملاحون ليس بها غيرهم ، وكانت الفرس يسمون عمان المزون ، فقال الكميت : إن أزد عمان يكرهون أن [ ص: 68 ] يسموا المزون ، وأنا أكره ذلك أيضا ، وقال جرير :


                                                          وأطفأت نيران المزون وأهلها     وقد حاولوها فتنة أن تسعرا

                                                          قال أبو منصور الجواليقي : المزون ، بفتح الميم ، لعمان ولا تقل المزون ، بضم الميم ، قال : وكذا وجدته في شعر البعيث بن عمرو بن مرة بن ود بن زيد بن مرة اليشكري يهجو المهلب بن أبي صفرة لما قدم خراسان :


                                                          تبدلت المنابر من قريش     مزونيا ، بفقحته الصليب
                                                          فأصبح قافلا كرم ومجد     وأصبح قادما كذب وحوب
                                                          فلا تعجب ! لكل زمان سوء     رجال ، والنوائب قد تنوب

                                                          قال : وظاهر كلام أبي عبيدة في هذا الفصل أنها المزون ، بضم الميم ؛ لأنه جعل المزون الملاحين في أصل التسمية . ومزينة : قبيلة من مضر ، وهو مزينة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ، والنسبة إليهم مزني . وقال ابن بري عند قول الجوهري مزينة قبيلة من مضر قال : مزينة بنت كلب بن وبرة وهي أم عثمان وأوس بن عمرو بن أد بن طابخة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية