الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مشش

                                                          مشش : مششت الناقة : حلبتها . ومش الناقة يمشها مشا : حلبها وترك بعض اللبن في الضرع . والمش : الحلب باستقصاء . وامتش ما في الضرع وامتشع إذا حلب جميع ما فيه . ومش يده يمشها : مسحها بشيء ، وفي المحكم : بالشيء الخشن ليذهب به غمرها وينظفها ، قال امرؤ القيس :


                                                          نمش بأعراف الجياد أكفنا إذا نحن قمنا عن شواء مضهب

                                                          المضهب : الذي لم يكمل نضجه ، يريد أنهم أكلوا الشرائح التي شووها على النار قبل نضجها ، ولم يدعوها إلى أن تنشف فأكلوها وفيها بقية من ماء . والمشوش : المنديل الذي يمسح يده به . ويقال : امشش مخاطك أي امسحه . ويقولون : أعطني مشوشا أمش به يدي يريد منديلا أو شيئا يمسح به يده . والمش : مسح اليدين بالمشوش ، وهو المنديل الخشن . الأصمعي : المش مسح اليد بالشيء الخشن ليقلع الدسم . ومش أذنه يمشها مشا : مسحها ، قالت أخت عمرو :


                                                          فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم     فمشوا بآذان النعام المصلم

                                                          والمش أن تمسح قدحا بثوبك لتلينه كما تمش الوتر . والمش : المسح . ومش القدح مشا : مسحه ليلينه . وامتش بيده وهو كالاستنجاء . والمشاش : كل عظم لا مخ فيه يمكنك تتبعه . ومشه مشا وامتشه وتمششه ومشمشه : مصه ممضوغا . الليث : مششت المشاش أي مصصته ممضوغا . وتمششت العظم : أكلت مشاشه أو تمككته . وأمش العظم نفسه : صار فيه ما يمش ، وفي التهذيب : وهو أن يمخ حتى يتمشش . أبو عبيد : المشاش رءوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين . وفي صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان جليل المشاش أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين والكفين والركبتين . قال الجوهري : والمشاشة واحدة المشاش ، وهي رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها ، ومنه الحديث : " ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه " . والمشاشة : ما أشرف من عظم المنكب . والمشش : ورم يأخذ في مقدم عظم الوظيف أو باطن الساق في إنسيه ، وقد مششت الدابة ، بإظهار التضعيف نادر ، قال الأحمر : وليس في الكلام مثله ، وقال غيره : ضبب المكان إذا كثر ضبابه ، وألل السقاء إذا خبث ريحه . الجوهري : ومششت الدابة ، بالكسر ، مششا وهو شيء يشخص في وظيفها حتى يكون له حجم وليس له صلابة العظم الصحيح ، قال : وهو أحد ما جاء على الأصل . وامتش الثوب : انتزعه . ومش الشيء يمشه مشا ومشمشه إذا دافه وأنقعه في ماء حتى يذوب ، ومنه قول بعض العرب يصف عليلا : ما زلت أمش له الأشفية ، ألده تارة وأوجره أخرى ، فأتى قضاء الله . وفي حديث أم الهيثم : ما زلت أمش الأدوية أي أخلطها . وفي حديث مكة - شرفها الله - : وأمش سلمها أي خرج ما يخرج في أطرافه ناعما رخصا ، قال ابن الأثير : والرواية أمشر بالراء ، وقول حسان :


                                                          بضرب كإيزاغ المخاض مشاشه

                                                          أراد بالمشاش هاهنا بول النوق الحوامل . والمشمشة : السرعة والخفة . فلان يمش مال فلان ويمش من ماله إذا أخذ الشيء بعد الشيء . ويقال : فلان يمتش مال فلان ويمتش منه . والمشاشة : أرض رخوة لا تبلغ أن تكون حجرا يجتمع فيها ماء السماء وفوقها رمل يحجز الشمس عن الماء وتمنع المشاشة الماء أن يتشرب في الأرض فكلما [ ص: 79 ] استقيت منها دلو جمت أخرى . ابن شميل : المشاشة جوف الأرض وإنما الأرض مسك ، فمسكة كذانة ، ومسكة حجارة غليظة ، ومسكة لينة ، وإنما الأرض طرائق ، فكل طريقة مسكة ، والمشاشة هي الطريقة التي هي حجارة خوارة وتراب ، فتلك المشاشة ، وأما مشاشة الركية فجبلها الذي فيه نبطها وهو حجر يهمي منه الماء أي يرشح فهي كمشاشة العظام تتحلب أبدا . يقال : إن مشاش جبلها ليتحلب أي يرشح ماء . وقال غيره : المشاشة أرض صلبة تتخذ فيها ركايا يكون من ورائها حاجز ، فإذا ملئت الركية شربت المشاشة الماء ، فكلما استقي منها دلو جم مكانها دلو أخرى . الجوهري : المشاش أرض لينة ، قال الراجز :


                                                          راسي العروق في المشاش البجباج

                                                          ويقال : فلان لين المشاش إذا كان طيب النحيزة عفيفا من الطمع . الصحاح : وفلان طيب المشاش أي كريم النفس ، وقول أبي ذؤيب يصف فرسا :


                                                          يعدو به نهش المشاش كأنه     صدع سليم ، رجعه لا يظلع

                                                          يعني أنه خفيف النفس والعظام ، أو كنى به عن القوائم ، ورجل هش المشاش رخو المغمز ، وهو ذم . ومشمشوه : تعتعوه ؛ عن ابن الأعرابي . ابن الأعرابي : وامتش المتغوط وامتشع إذا أزال الأذى عن مقعدته بمدر أو حجر . والمش : الخصومة . الفراء : النشنشة صوت حركة الدروع والمشمشة تفريق القماش . والمشمش : ضرب من الفاكهة يؤكل ، قال ابن دريد : ولا أعرف ما صحته ، وأهل الكوفة يقولون المشمش ، وأهل البصرة مشمش يعني الزردالو ، وأهل الشام يسمون الإجاص مشمشا . والمشامش : الصياقلة ؛ عن الهجري ، ولم يذكر لهم واحدا ، وأنشد :


                                                          نضا عنهم الحول اليماني ، كما     نضا عن الهند أجفان ، جلتها المشامش

                                                          قال : وقيل المشامش خرق تجعل في النورة ثم تجلى بها السيوف . ومشماش : اسم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية