الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا

                                                                                                                2688 حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني حدثنا محمد بن أبي عدي عن حميد عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال فدعا الله له فشفاه حدثناه عاصم بن النضر التيمي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد بهذا الإسناد إلى قوله وقنا عذاب النار ولم يذكر الزيادة وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من أصحابه يعوده وقد صار كالفرخ بمعنى حديث حميد غير أنه قال لا طاقة لك بعذاب الله ولم يذكر فدعا الله له فشفاه حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا سالم بن نوح العطار عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عاد رجلا من المسلمين قد خفت مثل الفرخ ) أي : ضعف . وفي هذا الحديث : النهي عن الدعاء بتعجيل العقوبة . وفيه فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . وفيه جواز التعجب بقول : سبحان الله ، وقد سبقت نظائره . وفيه استحباب عيادة المريض والدعاء له . وفيه كراهة تمني البلاء ; لئلا يتضجر منه ويسخطه ، وربما شكا ، وأظهر الأقوال في تفسير الحسنة في الدنيا أنها العبادة والعافية ، وفي الآخرة الجنة والمغفرة ، وقيل : الحسنة تعم الدنيا والآخرة .




                                                                                                                الخدمات العلمية