الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2716 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحق بن إبراهيم واللفظ ليحيى قالا أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور عن هلال عن فروة بن نوفل الأشجعي قال سألت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=661899عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به الله قالت كان يقول nindex.php?page=treesubj&link=32223_19770_33084اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507502اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ، ومن شر ما لم أعمل ) قالوا : معناه : من شر ما اكتسبته مما قد يقتضي عقوبة في الدنيا ، أو يقتضي في الآخرة ، وإن لم أكن قصدته ، ويحتمل أن المراد تعليم الأمة الدعاء .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم لك أسلمت وبك آمنت ) معناه : لك انقدت ، وبك صدقت ، وفيه : إشارة إلى nindex.php?page=treesubj&link=28649الفرق بين الإيمان والإسلام ، وقد سبق إيضاحه في أول كتاب الإيمان .
[ ص: 202 ] وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وعليك توكلت ) أي : فوضت أمري إليك . ( وإليك أنبت ) أي : أقبلت بهمتي وطاعتي ، وأعرضت عما سواك . ( وبك خاصمت ) أي : بك أحتج وأدافع وأقاتل .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507503أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر وأسحر يقول : سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه ، ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار ) أما ( أسحر ) فمعناه قام في السحر ، أو انتهى في سيره إلى السحر ، وهو آخر الليل . وأما ( سمع سامع ) فروي بوجهين : أحدهما : فتح الميم من ( سمع ) وتشديدها ، والثاني : كسرها مع تخفيفها ، واختار القاضي هنا وفي المشارق وصاحب المطالع التشديد ، وأشار إلى أنه رواية أكثر رواة مسلم ، قالا : ومعناه بلغ سامع قولي هذا لغيره ، وقال مثله ، تنبيها على nindex.php?page=treesubj&link=19753الذكر في السحر ، والدعاء في ذلك ، وضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وآخرون بالكسر والتخفيف ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه : شهد شاهد على حمدنا لله تعالى على نعمه وحسن بلائه .
وقوله : ( عائذا بالله من النار ) منصوب على الحال أي : أقول هذا في حال استعاذتي واستجارتي بالله من النار .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي . . . إلى قوله وكل ذلك عندي ) أي : أنا متصف بهذه الأشياء ، اغفرها لي ، قيل : قاله تواضعا وعد على نفسه فوات الكمال ذنوبا ، وقيل : أراد [ ص: 203 ] ما كان عن سهو وقيل : ما كان قبل النبوة ، وعلى كل حال فهو صلى الله عليه وسلم مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فدعا بهذا وغيره تواضعا ، لأن nindex.php?page=treesubj&link=19738الدعاء عبادة ، قال أهل اللغة : nindex.php?page=treesubj&link=19247الإسراف مجاوزة الحد .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنت المقدم وأنت المؤخر ) يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه ، ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507504اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ) أما ( nindex.php?page=treesubj&link=19513العفاف والعفة ) فهو : التنزه عما لا يباح ، والكف عنه ، ( والغنى ) هنا غنى النفس ، والاستغناء عن الناس ، وعما في أيديهم .
قوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507505اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة دليل لما قاله العلماء ، أن nindex.php?page=treesubj&link=19774السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف ، فإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص ، ويلهي عن الضراعة والافتقار وفراغ القلب ، فأما ما حصل بلا تكلف ولا إعمال فكر لكمال الفصاحة ونحو ذلك ، أو كان محفوظا فلا بأس به ، بل هو حسن ، [ ص: 204 ] ومعنى ( نفس لا تشبع ) : استعاذة من الحرص والطمع والشره ، وتعلق النفس بالآمال البعيدة . ومعنى ( زكها ) : طهرها ، ولفظة ( خير ) ليست للتفضيل ، بل معناه : لا مزكي لها إلا أنت ، كما قال : أنت وليها .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507506اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ) قال القاضي : رويناه ( الكبر ) بإسكان الباء وفتحها ، فالإسكان بمعنى : التعاظم على الناس ، والفتح بمعنى : الهرم والخرف والرد إلى أرذل العمر ، كما في الحديث الآخر ، قال القاضي : وهذا أظهر وأشهر مما قبله ، قال : وبالفتح ذكره الهروي ، وبالوجهين ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، وصوب الفتح وتعضده رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " وسوء العمر " .
[ ص: 205 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( وغلب الأحزاب وحده ) أي : قبائل الكفار المتحزبين عليهم وحده ، أي : من غير قتال الآدميين ، بل أرسل عليهم ريحا وجنودا لم تروها .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلا شيء بعده ) أي سواه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507507قل : اللهم اهدني وسددني ، واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم ) أما ( السداد ) هنا بفتح السين ، وسداد السهم : تقويمه ، ومعنى ( سددني ) : ( وفقني واجعلني منتصبا في جميع أموري مستقيما ، وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور ، وأما الهدى هنا فهو الرشاد ويذكر ويؤنث ، ومعنى ( اذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم ) أي : تذكر في حال دعائك بهذين اللفظين ، لأن هادي الطريق لا يزيغ عنه ، ومسدد السهم يحرص على تقويمه ، ولا يستقيم رميه حتى يقومه ، وكذا nindex.php?page=treesubj&link=19767الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد علمه وتقويمه ، ولزومه السنة ، وقيل : ليتذكر بهذا لفظ السداد والهدى لئلا ينساه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507502اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ، ومن شر ما لم أعمل ) قالوا : معناه : من شر ما اكتسبته مما قد يقتضي عقوبة في الدنيا ، أو يقتضي في الآخرة ، وإن لم أكن قصدته ، ويحتمل أن المراد تعليم الأمة الدعاء .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم لك أسلمت وبك آمنت ) معناه : لك انقدت ، وبك صدقت ، وفيه : إشارة إلى nindex.php?page=treesubj&link=28649الفرق بين الإيمان والإسلام ، وقد سبق إيضاحه في أول كتاب الإيمان .
[ ص: 202 ] وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وعليك توكلت ) أي : فوضت أمري إليك . ( وإليك أنبت ) أي : أقبلت بهمتي وطاعتي ، وأعرضت عما سواك . ( وبك خاصمت ) أي : بك أحتج وأدافع وأقاتل .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507503أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر وأسحر يقول : سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه ، ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار ) أما ( أسحر ) فمعناه قام في السحر ، أو انتهى في سيره إلى السحر ، وهو آخر الليل . وأما ( سمع سامع ) فروي بوجهين : أحدهما : فتح الميم من ( سمع ) وتشديدها ، والثاني : كسرها مع تخفيفها ، واختار القاضي هنا وفي المشارق وصاحب المطالع التشديد ، وأشار إلى أنه رواية أكثر رواة مسلم ، قالا : ومعناه بلغ سامع قولي هذا لغيره ، وقال مثله ، تنبيها على nindex.php?page=treesubj&link=19753الذكر في السحر ، والدعاء في ذلك ، وضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وآخرون بالكسر والتخفيف ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه : شهد شاهد على حمدنا لله تعالى على نعمه وحسن بلائه .
وقوله : ( عائذا بالله من النار ) منصوب على الحال أي : أقول هذا في حال استعاذتي واستجارتي بالله من النار .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي . . . إلى قوله وكل ذلك عندي ) أي : أنا متصف بهذه الأشياء ، اغفرها لي ، قيل : قاله تواضعا وعد على نفسه فوات الكمال ذنوبا ، وقيل : أراد [ ص: 203 ] ما كان عن سهو وقيل : ما كان قبل النبوة ، وعلى كل حال فهو صلى الله عليه وسلم مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فدعا بهذا وغيره تواضعا ، لأن nindex.php?page=treesubj&link=19738الدعاء عبادة ، قال أهل اللغة : nindex.php?page=treesubj&link=19247الإسراف مجاوزة الحد .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنت المقدم وأنت المؤخر ) يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه ، ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507504اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ) أما ( nindex.php?page=treesubj&link=19513العفاف والعفة ) فهو : التنزه عما لا يباح ، والكف عنه ، ( والغنى ) هنا غنى النفس ، والاستغناء عن الناس ، وعما في أيديهم .
قوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507505اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة دليل لما قاله العلماء ، أن nindex.php?page=treesubj&link=19774السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف ، فإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص ، ويلهي عن الضراعة والافتقار وفراغ القلب ، فأما ما حصل بلا تكلف ولا إعمال فكر لكمال الفصاحة ونحو ذلك ، أو كان محفوظا فلا بأس به ، بل هو حسن ، [ ص: 204 ] ومعنى ( نفس لا تشبع ) : استعاذة من الحرص والطمع والشره ، وتعلق النفس بالآمال البعيدة . ومعنى ( زكها ) : طهرها ، ولفظة ( خير ) ليست للتفضيل ، بل معناه : لا مزكي لها إلا أنت ، كما قال : أنت وليها .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507506اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ) قال القاضي : رويناه ( الكبر ) بإسكان الباء وفتحها ، فالإسكان بمعنى : التعاظم على الناس ، والفتح بمعنى : الهرم والخرف والرد إلى أرذل العمر ، كما في الحديث الآخر ، قال القاضي : وهذا أظهر وأشهر مما قبله ، قال : وبالفتح ذكره الهروي ، وبالوجهين ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، وصوب الفتح وتعضده رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " وسوء العمر " .
[ ص: 205 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( وغلب الأحزاب وحده ) أي : قبائل الكفار المتحزبين عليهم وحده ، أي : من غير قتال الآدميين ، بل أرسل عليهم ريحا وجنودا لم تروها .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلا شيء بعده ) أي سواه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507507قل : اللهم اهدني وسددني ، واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم ) أما ( السداد ) هنا بفتح السين ، وسداد السهم : تقويمه ، ومعنى ( سددني ) : ( وفقني واجعلني منتصبا في جميع أموري مستقيما ، وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور ، وأما الهدى هنا فهو الرشاد ويذكر ويؤنث ، ومعنى ( اذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم ) أي : تذكر في حال دعائك بهذين اللفظين ، لأن هادي الطريق لا يزيغ عنه ، ومسدد السهم يحرص على تقويمه ، ولا يستقيم رميه حتى يقومه ، وكذا nindex.php?page=treesubj&link=19767الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد علمه وتقويمه ، ولزومه السنة ، وقيل : ليتذكر بهذا لفظ السداد والهدى لئلا ينساه .