الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ملس

                                                          ملس : الملس والملاسة والملوسة : ضد الخشونة . والملوسة : مصدر الأملس . ملس ملاسة واملاس الشيء امليساسا ، وهو أملس ومليس ، قال عبيد بن الأبرص :


                                                          صدق من الهندي ألبس جنة لحقت بكعب كالنواة مليس

                                                          ويقال للخمر : ملساء : إذا كانت سلسة في الحلق ، قال أبو النجم :


                                                          بالقهوة الملساء من جريالها



                                                          وملسه غيره فتملس واملس ، وهو انفعل فأدغم ، وانملس من الأمر : إذا أفلت منه ، وملسته أنا . وقوس ملساء : لا شق فيها لأنها إذا لم يكن فيها شق فهي ملساء . وفي المثل : هان على الأملس ما لاقى الدبر ، والأملس : الصحيح الظهر هاهنا . والدبر : الذي قد دبر ظهره . ورجل ملسى : لا يثبت على العهد كما لا يثبت الأملس . وفي المثل : الملسى لا عهدة له ، يضرب مثلا للذي لا يوثق بوفائه وأمانته ، قال الأزهري : والمعنى - والله أعلم - ذو الملسى لا عهدة له . ويقال في البيع : ملسى لا عهدة أي قد انملس من الأمر لا له ولا عليه . ويقال : أبيعك الملسى لا عهدة أي تتملس وتتفلت فلا ترجع إلي ، وقيل : الملسى أن يبيع الرجل الشيء ولا يضمن عهدته ، قال الراجز :


                                                          لما رأيت العام عاما أعبسا     وما ربيع مالنا بالملسى

                                                          وذو الملسى : مثل السلال والخارب يسرق المتاع فيبيعه بدون ثمنه ، ويملس من فوره فيستخفي ، فإن جاء المستحق ووجد ماله في يد الذي اشتراه أخذه وبطل الثمن الذي فاز به اللص ولا يتهيأ له أن يرجع به عليه . وقال الأحمر من أمثالهم في كراهة المعايب : الملسى لا عهدة له أي أنه خرج من الأمر سالما وانقضى عنه لا له ولا عليه ، والأصل في الملسى ما تقدم . وقال شمر : والأماليس الأرض التي ليس بها شجر ولا يبيس ولا كلأ ولا نبات ولا يكون فيها وحش ، والواحد إمليس ، وكأنه إفعيل من الملاسة أي أن الأرض ملساء لا شيء بها ، وقال أبو زبيد فسماها مليسا :


                                                          فإياكم وهذا العرق واسموا     لموماة ، مآخذها مليس

                                                          والملس : المكان المستوي ، والجمع أملاس ، وأماليس جمع الجمع ، قال الحطيئة :


                                                          وإن لم يكن إلا الأماليس ، أصبحت     لها حلق ، ضراتها شكرات

                                                          والكثير ملوس . وأرض ملس وملسى وملساء وإمليس : لا تنبت . وسنة ملساء وجمعها أمالس وأماليس ، على غير قياس : جدبة . ويقال : ملست الأرض تمليسا : إذا أجريت عليها المملقة بعد إثارتها . والملاسة ، بتشديد اللام : التي تسوى بها الأرض . ورمان إمليس وإمليسي : حلو طيب لا عجم له كأنه منسوب إليه . وضربه على ملساء متنه ومليسائه أي حيث استوى وتزلق . والمليساء : نصف النهار . وقال رجل من العرب لرجل : أكره أن تزورني في المليساء ، قال : لم ؟ قال : لأنه يفوت الغداء ولم يهيإ العشاء . والحجيلاء : موضع ، والغميصاء : نجم .أبو عمرو : المليساء شهر صفر . وقال الأصمعي : المليساء شهر بين الصفرية والشتاء ، وهو وقت تنقطع فيه الميرة . ابن سيده : والمليساء الشهر الذي تنقطع فيه الميرة ، قال :

                                                          أفينا تسوم الساهرية ، بعدما بدا لك من شهر المليساء كوكب ؟ يقول : أتعرض علينا الطيب في هذا الوقت ولا ميرة ؟ والملس : سل الخصيتين . وملس الخصية يملسها ملسا : استلها بعروقها . قال الليث : خصي مملوس . وملست الكبش أملسه : إذا سللت خصييه بعروقهما . ويقال : صبي مملوس . وملست الناقة تملس ملسا : أسرعت ، وقيل : الملس السير السهل والشديد ، فهو من الأضداد . والملس : السوق الشديد ، قال الراجز :


                                                          عهدي بأظعان الكتوم تملس

                                                          .

                                                          ويقال : ملست بالإبل أملس بها ملسا إذا سقتها سوقا في خفية ، قال الراجز :


                                                          ملسا بذود الحلسي ملسا

                                                          ابن الأعرابي : الملس ضرب من السير الرقيق . والملس : اللين من كل شيء . قال : والملامسة لين الملموس . أبو زيد : الملموس من الإبل المعناق التي تراها أول الإبل في المرعى والمورد وكل مسير . ويقال : خمس أملس : إذا كان متعبا شديدا ، وقال المرار :


                                                          يسير فيها القوم خمسا أملسا

                                                          وملس الرجل يملس ملسا : إذا ذهب ذهابا سريعا ، وأنشد :


                                                          تملس فيه الريح وكل مملس

                                                          وفي الحديث : أنه بعث رجلا إلى الجن فقال له : سر ثلاثا ملسا أي سر سيرا سريعا . والملس : الخفة والإسراع والسوق الشديد . وقد املس في سيره : إذا أسرع ، وحقيقة الحديث : سر ثلاث ليال ذات ملس أو سر ثلاثا سيرا ملسا ، أو أنه ضرب من السير ؛ فنصبه على المصدر . وتملس من الأمر : تخلص . وملس الشيء يملس ملسا واملس : انخنس سريعا . وامتلس بصره : اختطف . وناقة ملوس وملسى ، مثال سمجى وجفلى : سريعة تمر مرا سريعا ، قال ابن أحمر :

                                                          ملسى يمانية وشيخ همة ، متقطع دون اليماني المصعد أي تملس وتمضي لا يعلق بها شيء من سرعتها . وملس الظلام : [ ص: 122 ] اختلاطه ، وقيل : هو بعد الملث . وأتيته ملس الظلام وملث الظلام ، وذلك حين يختلط الليل بالأرض ويختلط الظلام ، يستعمل ظرفا وغير ظرف . وروي عن ابن الأعرابي : اختلط الملس بالملث ، والملث أول سواد المغرب فإذا اشتد حتى يأتي وقت العشاء الأخيرة ، فهو الملس بالملث ، ولا يتميز هذا من هذا لأنه قد دخل الملث في الملس . والملس : حجر يجعل على باب الرداحة ، وهو بيت يبنى للأسد تجعل لحمته في مؤخره ، فإذا دخل فأخذها وقع هذا الحجر فسد الباب . وتملس من الشراب : صحا ؛ عن أبي حنيفة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية