الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ملع

                                                          ملع : الملع : الذهاب في الأرض ، وقيل الطلب ، وقيل السرعة والخفة ، وقيل شدة السير ، وقيل العدو الشديد ، وقيل فوق المشي ، دون الخبب ، وقيل هو السير السريع الخفيف ، ملع يملع ملعا وملعانا . وفي الحديث : كنت أسير الملع والخبب والوضع ، الملع : السير الخفيف السريع دون الخبب ، والوضع فوقه . أبو عبيد : الملع سرعة سير الناقة ، وقد ملعت وانملعت ، وأنشد أبو عمرو :


                                                          فتل المرافق تحدوها فتنملع

                                                          وجمل ملوع وميلع : سريع ، والأنثى ملوع وميلع ، وميلاع نادر فيمن جعله فيعالا ، وذلك لاختصاص المصدر بهذا البناء . الأزهري : [ ص: 124 ] ويقال ناقة ميلع ميلق سريعة . قال : ولا يقال جمل ميلع . والميلع : الناقة الخفيفة السريعة ، وما أسرع ملعها في الأرض وهو سرعة عنقها ، وأنشد :

                                                          جاءت به ميلعة طمره وأنشد الفراء :


                                                          وتهفو بهاد لها ميلع     كما أقحم القادس الأردمونا

                                                          قال : الميلع المضطرب هاهنا وهاهنا . والميلع : الخفيف . والقادس : السفينة . والأردم : الملاح . وعقاب ملاع مضاف ، وعقاب ملاع وملاع وملوع : خفيفة الضرب والاختطاف ، قال امرؤ القيس :


                                                          كأن دثارا حلقت بلبونه عقاب     ملاع ، لا عقاب القواعل

                                                          معناه أن العقاب كلما علت في الجبل كان أسرع لانقضاضها ، يقول : فهذه عقاب ملاع أي تهوي من علو ، وليست بعقاب القواعل ، وهي الجبال القصار ، وقيل : اشتقاقه من الملع الذي هو العدو الشديد ، وقال ابن الأعرابي : عقاب ملاع تصيد الجرذان وحشرات الأرض . والمليع : الأرض الواسعة ، وقيل : التي لا نبات فيها ، قال أوس بن حجر :


                                                          ولا محالة من قبر بمحنية     أو في مليع ، كظهر الترس ، وضاح

                                                          وكذلك الملاع والميلع . وقال ابن الأعرابي : هي الفلاة الواسعة يحتاج فيها إلى الملع الذي هو السرعة ، وليس هذا بقوي . والمليع : الفسيح الواسع من الأرض البعيد المستوي ، وإنما سمي مليعا لملع الإبل فيه وهو ذهابها . والمليع الفضاء الواسع ، وقول عمرو بن معديكرب :


                                                          فأسمع واتلأب بنا مليع

                                                          يجوز أن يكون المليع هاهنا الفلاة ، وأن يكون مليع موضعا بعينه . والميلع : الطريق الذي له سندان مد البصر . قال ابن شميل : المليع كهيئة السكة ذاهب في الأرض ضيق قعره أقل من قامة ، ثم لا يلبث أن ينقطع ثم يضمحل ، إنما يكون فيما استوى من الأرض في الصحارى ومتون الأرض ، يقود المليع الغلوتين أو أقل ، والجماعة ملع . وميلع : اسم كلبة ، قال رؤبة :


                                                          والشد يدني لاحقا وهبلعا     وصاحب الحرج ، ويدني ميلعا

                                                          ومليع : هضبة بعينها ، قال المرار الفقعسي :


                                                          رأيت ، ودونها هضبات سلمى     حمول الحي عالية مليعا

                                                          قال : مليع مدى البصر أرض مستوية . وملاع : موضع . والمليع والملاع : المفازة التي لا نبات بها . ومن أمثالهم قولهم : أودت به عقاب ملاع ، قال بعضهم : ملاع مضاف ، ويقال : ملاع من نعت العقاب أضيفت إلى نعتها ، قال أبو عبيد : يقال ذلك في الواحد والجمع وهو شبيه بقولهم : طارت به العنقاء ، وحلقت به عنقاء مغرب ، قال أبو الهيثم : عقاب ملاع وهو العقيب الذي يصيد الجرذان يقال له بالفارسية موش خوار ، قال : ومن أمثالهم لأنت أخف يدا من عقيب ملاع يا فتى ، منصوب ، قال : وهو عقاب تأخذ العصافير والجرذان ولا تأخذ أكبر منها . والميلع : السريع ، قال الحسين بن مطير الأسدي يصف فرسا :


                                                          ميلع التقريب يعبوب ، إذا     بادر الجونة ، واحمر الأفق

                                                          .

                                                          ابن الأعرابي : يقال ملع الفصيل أمه وملق أمه إذا رضعها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية