الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          مهر

                                                          مهر : المهر : الصداق ، والجمع مهور ، وقد مهر المرأة يمهرها ويمهرها مهرا وأمهرها . وفي حديث أم حبيبة : وأمهرها النجاشي من عنده ، ساق لها مهرها ; وهو الصداق . وفي المثل : أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها ; يضرب مثلا للأحمق البالغ في الحمق الغاية ، وذلك أن رجلا تزوج امرأة فلما دخل عليها قالت : لا أطيعك أو تعطيني مهري ! فنزع إحدى خدمتيها من رجلها ودفعها إليها فرضيت بذلك لحمقها ، وقال ساعدة بن جؤية :


                                                          إذا مهرت صلبا قليلا عراقه تقول : ألا أديتني فتقرب

                                                          وقال آخر :


                                                          أخذن اغتصابا خطبة عجرفية     وأمهرن أرماحا من الخط ذبلا

                                                          وقال بعضهم : مهرتها ، فهي ممهورة ، أعطيتها مهرا . وأمهرتها : زوجتها غيري على مهر . والمهيرة : الغالية المهر . والمهارة : الحذق في الشيء . والماهر : الحاذق بكل عمل ، وأكثر ما يوصف به السابح المجيد ، والجمع مهرة ، قال الأعشى يذكر فيه تفضيل عامر على علقمة بن علاثة :


                                                          إن الذي فيه تماريتما     بين للسامع والناظر
                                                          ما جعل الجد الظنون الذي     جنب صوب اللجب الماطر
                                                          مثل الفراتي ، إذا ما طما     يقذف بالبوصي والماهر

                                                          قال : الجد البئر ، والظنون : التي لا يوثق بمائها ، والفراتي : الماء المنسوب إلى الفرات ، وطما : ارتفع ، والبوصي : الملاح ، والماهر : السابح . ويقال : مهرت بهذا الأمر أمهر به مهارة أي صرت به حاذقا . قال ابن سيده : وقد مهر الشيء وفيه وبه يمهر مهرا ومهورا ومهارة ومهارة . وقالوا : لم تفعل به المهرة ولم تعطه المهرة ، وذلك إذا عالجت شيئا فلم ترفق به ولم تحسن عمله ، وكذلك إن غذى إنسانا أو أدبه فلم يحسن . أبو زيد : لم تعط هذا الأمر المهرة أي لم تأته من قبل وجهه . ويقال أيضا : لم تأت إلى هذا البناء المهرة أي لم تأته من قبل وجهه ولم تبنه على ما كان ينبغي . وفي الحديث : " مثل الماهر بالقرآن مثل السفرة " ، الماهر : الحاذق بالقراءة ، والسفرة : الملائكة . الأزهري : والمهر ولد الرمكة والفرس ، والأنثى مهرة ، والجمع مهر ومهرات ، قال الربيع بن زياد العبسي يحرض قومه في طلب دم مالك بن زهير العبسي ; وكانت فزارة قتلته لما قتل حذيفة بن بدر الفزاري :


                                                          أفبعد مقتل مالك بن زهير     ترجو النساء عواقب الأطهار ؟
                                                          ما إن أرى في قتله لذوي الحجى     إلا المطي تشد بالأكوار
                                                          ومجنبات ما يذقن عذوفا     يقذفن بالمهرات والأمهار

                                                          المجنبات : الخيل تجنب إلى الإبل . ابن سيده : المهر ولد الفرس أول ما ينتج من الخيل والحمر الأهلية وغيرها ، والجمع القليل أمهار ، قال عدي بن زيد :


                                                          وذي تناوير ممعون ، له صبح     يغذو أوابد قد أفلين أمهارا

                                                          يعني بالأمهار ههنا أولاد الوحش ، والكثير مهار ومهارة ، قال :


                                                          كأن عتيقا من مهارة تغلب     بأيدي الرجال الدافنين ابن عتاب
                                                          وقد فر حرب هاربا وابن عامر     ومن كان يرجو أن يؤوب ، فلا آب

                                                          قال ابن سيده : هكذا روته الرواة بإسكان الباء ، ووزن نعتتاب ، ووزن فلا آب مفاعيل ، والأنثى مهرة ، قال الأزهري : ومنه قولهم لا يعدم شقي مهيرا . يقول : من الشقاء معالجة المهارة . وفرس ممهر : ذات مهر . وأم أمهار : اسم قارة ، وفي التهذيب : هضبة ، وقال ابن جبلة : أم أمهار أكم حمر بأعلى الصمان ، ولعلها شبهت بالأمهار من الخيل فسميت بذلك ، قال الراعي :


                                                          مرت على أم أمهار مشمرة     تهوي بها طرق ، أوساطها زور

                                                          وأما قول أبي زبيد في صفة الأسد :


                                                          أقبل يردي ، كما يردي الحصان ، إلى     مستعسب أرب منه بتمهير

                                                          أرب : ذي إربة أي حاجة . وقوله بتمهير أي يطلب مهرا . ويقال للخرزة . المهرة ، قال : وما أراه عربيا . والمهار : عود غليظ يجعل في أنف البختي . والمهر : مفاصل متلاحكة في الصدر ، وقيل : هي غراضيف الضلوع ; واحدتها مهرة ، قال أبو حاتم : وأراها بالفارسية ، أراد فصوص الصدر أو خرز الصدر في الزور ، أنشد ابن الأعرابي لغداف :


                                                          عن مهرة الزور وعن رحاها

                                                          وأنشد أيضا :


                                                          جافي اليدين عن مشاش المهر

                                                          الفراء : تحت القلب عظيم يقال له المهر والزر ، وهو قوام القلب . وقال الجوهري في تفسير قوله مشاش المهر : يقال هو عظم في زور [ ص: 143 ] الفرس . ومهرة بن حيدان : أبو قبيلة ; وهم حي عظيم ، وإبل مهرية منسوبة إليهم ، والجمع مهاري ومهار ومهارى ; مخففة الياء ، قالرؤبة :


                                                          به تمطت غول كل ميله     بنا حراجيج المهارى النفه

                                                          وأمهر الناقة : جعلها مهرية . والمهرية : ضرب من الحنطة ، قال أبو حنيفة : وهي حمراء ، وكذلك سفاها ، وهي عظيمة السنبل غليظة القصب مربعة . وماهر ومهير : اسمان . ومهور : موضع ، قال ابن سيده : وإنما حملناه على فعول دون مفعل من هار يهور لأنه لو كان مفعلا منه كان معتلا ، ولا يحمل على مكرره لأن ذلك شاذ للعلمية . ونهر مهران : نهر بالسند ، وليس بعربي . الجوهري : المهيرة الحرة ، والمهائر الحرائر ، وهي ضد السرائر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية