الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فصل الاستعاذة

                                                                                                                                                                                                                                        ثبت بالكتاب والسنة، أن يستعيذ القارئ لقراءة القرآن، فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهو نص الكتاب.

                                                                                                                                                                                                                                        وروى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه ".

                                                                                                                                                                                                                                        وفي الاستعاذة وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: أنها الاستجارة بذي منعة.

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني: أنها الاستعاذة عن خضوع. [ ص: 43 ]

                                                                                                                                                                                                                                        وفي موضعها وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما أنها خبر يخبر به المرء عن نفسه، بأنه مستعيذ بالله.

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني: أنها في معنى الدعاء، وإن كانت بلفظ الخبر، كأنه يقول: أعذني يا سميع، يا عليم من الشيطان الرجيم، يعني أنه سميع الدعاء، عليم بالإجابة.

                                                                                                                                                                                                                                        وفي قوله: " من الشيطان " وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: من وسوسته.

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني: من أعوانه.

                                                                                                                                                                                                                                        وفي " الرجيم " وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: يعني الراجم، لأنه يرجم بالدواهي والبلايا.

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني: أنه بمعنى المرجوم، وفيه وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: أنه مرجوم بالنجوم.

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني: أنه المرجوم بمعنى المشئوم.

                                                                                                                                                                                                                                        وفيه وجه ثالث: أن المرجوم الملعون والملعون المطرود.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: " من نفخه ونفثه وهمزه " يعني بالنفخ: الكبر، وبالنفث: السحر، وبالهمز: الجنون، والله أعلم. [ ص: 44 ]

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 45 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية