الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ترق ]

                                                          ترق : الترق : شبيه بالدرج ، قال الأعشى :


                                                          ومارد من غواة الجن ، يحرسها ذو نيقة مستعد دونها ترقا .



                                                          دونها : يعني دون الدرة . والترقوتان : العظمان المشرفان بين ثغرة النحر والعاتق تكون للناس وغيرهم ، أنشد ثعلب في صفة قطاة :


                                                          قرت نطفة بين التراقي ، كأنها     لدى سفط بين الجوانح مقفل .



                                                          وهي الترقوة ، فعلوة ، ولا تقل ترقوة ، بالضم ، وقيل : هي عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين ، وجمعها التراقي ، وقوله أنشده يعقوب :


                                                          هم أوردوك الموت حين أتيتهم     وجاشت إليك النفس بين الترائق .



                                                          إنما أراد بين التراقي فقلب . وترقاه : أصاب ترقوته وترقيته أيضا ترقاة : أصبت ترقوته . وفي حديث الخوارج : يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم وتراقيهم ، والمعنى أن قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها فكأنها لم تجاوز حلوقهم ، وقيل : المعنى لا يعملون بالقرآن ولا يثابون على قراءته ولا يحصل لهم غير القراءة . والترياق ، بكسر التاء : معروف ، فارسي معرب ، هو دواء السموم لغة في الدرياق ، والعرب تسمي الخمر ترياقا وترياقة ؛ لأنها تذهب بالهم ، ومنه قول الأعشى ، وقيل البيت لابن مقبل :

                                                          [ ص: 223 ]

                                                          سقتني بصهباء ترياقة     متى ما تلين عظامي تلن .



                                                          وفي الحديث : " إن في عجوة العالية ترياقا " الترياق : ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين ، ويقال : درياق ، بالدال أيضا . وفي حديث ابن عمر : " ما أبالي ما أتيت إن شربت ترياقا " إنما كرهه من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي والخمر وهي حرام نجسة ، قال : والترياق أنواع فإذا لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأس به ، وقيل : الحديث مطلق فالأولى اجتنابه كله .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية