الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تعس ]

                                                          تعس : التعس : العثر . والتعس : أن لا ينتعش العاثر من عثرته وأن ينكس في سفال ، وقيل : التعس الانحطاط والعثور . قال أبو إسحق في قوله تعالى : فتعسا لهم وأضل أعمالهم ; يجوز أن يكون نصبا على معنى أتعسهم الله . قال : والتعس في اللغة الانحطاط والعثور ، قال الأعشى :


                                                          بذات لوث عفرناة إذا عثرت فالتعس أدنى لها من أن أقول : لعا !



                                                          ويدعو الرجل على بعيره الجواد إذا عثر فيقول : تعسا ! فإذا كان غير جواد ولا نجيب فعثر قال له : لعا ! ومنه قول الأعشى :


                                                          بذات لوث عفرناة . . . .



                                                          قال أبو الهيثم : يقال تعس فلان يتعس إذا أتعسه الله ، ومعناه انكب فعثر فسقط على يديه وفمه ، ومعناه أنه ينكر من مثلها في سمنها وقوتها العثار فإذا عثرت قيل لها : تعسا ، ولم يقل لها : تعسك الله ، ولكن يدعو عليها بأن يكبها الله لمنخريها . والتعس أيضا : الهلاك ، تعس تعسا وتعس يتعس تعسا : هلك ، قال الشاعر :


                                                          وأرماحهم ينهزنهم نهز جمة     يقلن لمن أدركن : تعسا ولا لعا .



                                                          ومعنى التعس في كلامهم الشر ، وقيل : التعس البعد ، وقال الرستمي : التعس أن يخر على وجهه ، والنكس أن يخر على رأسه ، وقال أبو عمرو بن العلاء : تقول العرب :


                                                          الوقس يعدي فتعد الوقسا     من يدن للوقس يلاق تعسا .



                                                          وقال : الوقس الجرب ، والتعس الهلاك . وتعد أي : تجنب وتنكب كله سواء ، وإذا خاطب بالدعاء قال : تعست بفتح العين ، وإن دعا على غائب كسرها فقال : تعس ، قال ابن سيده : وهذا من الغرابة بحيث تراه . وقال شمر : سمعته في حديث عائشة - رضي الله عنها - في الإفك حين عثرت صاحبتها فقالت : تعس مسطح . قال ابن الأثير : يقال تعس يتعس إذا عثر وانكب لوجهه ، وقد تفتح العين ، قال ابن شميل : تعست ، كأنه يدعو عليه بالهلاك ، وهو تعس وتاعس وجد تعس منه . وفي الدعاء : تعسا له ، أي : ألزمه الله هلاكا . وتعسه الله وأتعسه ، فعلت وأفعلت بمعنى واحد ، قال مجمع بن هلال :


                                                          تقول وقد أفردتها من خليلها :     تعست كما أتعستني يا مجمع .



                                                          قال الأزهري : قال شمر : لا أعرف تعسه الله ولكن يقال : تعس بنفسه وأتعسه الله . والتعس : السقوط على أي وجه كان . وقال بعض الكلابيين : تعس يتعس تعسا وهو أن يخطئ حجته إن خاصم ، وبغيته إن طلب . يقال : تعس فما انتعش وشيك فلا انتقش . وفي الحديث : " تعس عبد الدينار وعبد الدرهم " وهو من ذلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية