الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تقن ]

                                                          تقن : التقن : ترنوق البئر والدمن ، وهو الطين الرقيق يخالطه حمأة يخرج من البئر ، وقد تتقنت ، واستعمله بعض الأوائل في تكدر الدم ومتكدره . والتقنة : رسابة الماء وخثارته . الليث : التقن رسابة الماء في الربيع ، وهو الذي يجيء به الماء من الخثورة . والتقن : الطين الذي يذهب عنه الماء فيتشقق . وتقنوا أرضهم : أرسلوا فيها الماء الخاثر لتجود . والتقن : بقية الماء الكدر في الحوض . ويقال : زرعنا في تقن أرض طيبة أو خبيثة في تربتها . والتقن : الطبيعة . والفصاحة من تقنه أي : من سوسه وطبعه . وأتقن الشيء : أحكمه ، وإتقانه إحكامه . والإتقان : الإحكام للأشياء . وفي التنزيل العزيز : صنع الله الذي أتقن كل شيء . ورجل تقن وتقن : متقن للأشياء حاذق . ورجل تقن : وهو الحاضر المنطق والجواب . وتقن : رجل من عاد . وابن تقن : رجل . وتقن : اسم رجل كان جيد الرمي ، يضرب به المثل ، ولم يكن يسقط له سهم ; وأنشد فقال :


                                                          لأكلة من أقط وسمن وشربتان من عكي الضأن     ألين مسا في حوايا البطن
                                                          من يثربيات قذاذ خشن     يرمي بها أرمى من ابن تقن .



                                                          قال أبو منصور : الأصل في التقن ابن تقن هذا ، ثم قيل لكل حاذق بالأشياء تقن ، ومنه يقال : أتقن فلان عمله إذ أحكمه ; وأنشد شمر لسليمان بن ربيعة بن دباب بن عامر بن ثعلبة بن السيد :


                                                          أهلكن طسما ، وبعدهم غذي بهم وذا جدون     وأهل جاش ، وأهل مأرب ، وحي لقمان
                                                          والتقون واليسر كالعسر ، والغنى     كالعدم ، والحياة كالمنون .



                                                          فجمعه على تقون ؛ لأنه أراد تقنا ، ومن انتسب إليه . والتقون : من بني تقن بن عاد ، منهم عمر بن تقن وكعب بن تقن ، وبه ضرب المثل فقيل : أرمى من ابن تقن .

                                                          [ ص: 230 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية