الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: قال يا آدم أنبئهم أي: أخبرهم ، وروي عن ابن عباس: أنبئهم بكسر الهاء ، قال أبو علي: قراءة الجمهور على الأصل ، لأن أصل هذا الضمير أن تكون الهاء مضمومة فيه ، ألا ترى أنك تقول: ضربهم وأبناءهم ، وهذا لهم . ومن كسر أتبع كسر الهاء التي قبلها وهي كسرة الباء . والهاء والميم تعود على الملائكة . وفي الهاء والميم [ ص: 64 ] من "أسمائهم" قولان . أحدهما: أنها تعود على المخلوقات التي عرضها ، قاله الأكثرون .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنها تعود على الملائكة ، قاله الربيع بن أنس .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الذي أبدوه قولان . أحدهما: أنه قولهم: أتجعل فيها من يفسد فيها ، ذكره السدي عن أشياخه . والثاني: أنه ما أظهروه من السمع والطاعة لله حيث مروا على جسد آدم ، فقال إبليس: إن فضل هذا عليكم ما تصنعون؟ فقالوا: نطيع ربنا ، فقال إبليس في نفسه: لئن فضلت عليه لأهلكنه ، ولئن فضل علي لأعصينه ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الذي كتموه قولان . أحدهما: أنه اعتقاد الملائكة أن الله تعالى لا يخلق خلقا أكرم منهم ، قاله الحسن وأبو العالية وقتادة . والثاني: أنه ما أسره إبليس من الكبر والعصيان ، رواه السدي عن أشياخه ، وبه قال مجاهد ، وابن جبير ، ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية